وكان لصحابة رسول الله - ﷺ - فضل في حفظه والتسابق والتنافس في حفظه وفهمه منذ نزوله على رسوله - ﷺ - فقد كانوا يحفظونه خمس آيات خمس آيات كما أنزل على رسوله - ﷺ - فعن عمر رضي الله عنه قال: (تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي - ﷺ - خمسًا خمسًا) (١)، وسار على هذا المنهج التابعون حيث أن أبي عبد الرحمن السلمي وهو أحد أئمة الإسلام وأعلام التابعين كان يشغل معظم حياته بتعليم القرآن بعد أن تعلمه فمن أدرك من الصحابة رضي الله عنهم فقد بدأ يعلم الناس القرآن منذ خلافة عثمان رضي الله عنه إلى أيام الحجاج وكان مقدار ما مكث في تعليم القرآن سبعين سنة وكان يقول كما قال - ﷺ -: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) (٢).
وتتابع الزمان والمكان على الأمة المحمدية وكتابها مقدس معتنى به حفظًا ودراسة؛ ولأن كان لدولة من الدول ميزة فهي لهذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود إلى وقتنا الحاضر وخاصة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود فهي تعمل جاهدة على الخدمة العظيمة لكتابه العزيز سواء في طباعته ونشره أو دراسته وفهمه فكان لها أذن عام بتدريس هذا الكتاب وحفظه وتفسيره في المدارس الحكومية والأهلية وفي دور التحفيظ التي عمت كل أقطار بلادنا تلهج بتلاوة الآيات القرآنية صباحًا ومساءًا بل عملت على إقامة المسابقات الحكومية السنوية لحفظة كتاب الله ورصدت المكافآت المالية والعينية لهذه المسابقات المباركة وجهودها قد يعجز المداد على كتابته ويطول الوقت في ذكره.

(١) …أخرجه البيهقي في الشعب (٢/٣٣١) حديث (١٩٥٩).
(٢) …أخرجه البخاري في كتاب: فضائل القرآن، باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه (٦/٥٩٤).


الصفحة التالية
Icon