[١٨])، فعون الله وتوفيقه سبب كل نجاح وفلاح.
وإذا كان عون الله للمجتمعين على التجارة والمتشاركين فيها(١)[١٩])، فهو لمن اجتمعوا على خدمة كتابه واشتركوا بجهدهم في خلافة الرسول بإبلاغ الوحي أولى وأحرى لكن بشرطه وهو الإخلاص والأمانة.
أهمية القرآن في المحافظة على هوية الأمة وسلوك أبنائنا
إن الاهتمام بالقرآن وتربية أبنائنا عليه و بناء القيم والأخلاق في نفوسهم على أسسه هو الوسيلة الناجعة لإنقاذهم من هذا الخوض واللغو الذي تعج به المجتمعات المعاصرة وانحدر بالبشرية حتى عن مستوى البهيمية.
فإن كان سلفنا يحرصون على تعليم أبنائهم القرآن من الصغر ليصبحوا من العلماء والدعاة عند الكبر فإن تعليمنا لأبنائنا القرآن وتربيتهم عليه في هذا العصر ضروري للمحافظة على هويتهم الإسلامية وأخلاقهم الفاضلة التي عرفها العرب قبل الإسلام وبعث النبي - ﷺ - لإتمامها(٢)[٢٠]).
وقد عجزت الأمم والدول التي توسم عند الناس بالعظمى والمتقدمة عن إعادة بناء الأخلاق لدى شعوبها وهاهي تعلن إفلاسها في علاج المشاكل الاقتصادية المزمنة والجرائم المتنامية والقلق الممزق للقلوب والمجتمعات، وكيف يسعد الإنسان وقد خالف منهج خالقه والسنن الكونية التي كان ينبغي عليه أن يتناسق معه لا أن يصادمها.

(١) ١٩] -سنن أبي داود باب في الشركة برقم ٣٣٨٣ عن أبي هريرة- رضي الله عنه - رفعه قال :( إن الله يقول أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما) واخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين برقم ٢٣٢٢وقال : وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٢) ٢٠] - موطأ مالك برقم ١٦٠٩، و مسند أحمد برقم ٨٩٣٩ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - ﷺ - :( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) و المستدرك على الصحيحين برقم ٤٢٢١


الصفحة التالية
Icon