ولذا فإن الاهتمام بالقرآن ودعم جمعياته يتحقق من خلاله حصول الأمن والرخاء ونجاح المجتمع في سائر مناحي الحياة.
والواقع يشهد لذلك من خلال الإحصاءات والدراسات التي أجريت على الطلاب حيث تبين أن طلاب مدارس تحفيظ وحلق القرآن الكريم أكثر نبوغا وتفوقا من غيرهم عدا انضباطهم في السلوك والأخلاق وهو جزء يسير من بركة كتاب الله على أهله، وتحقيقاً لوعد الله ﴿ واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ﴾ [ البقرة ٢٨٢ ] ووعده بهداية السالكين إليه في قوله ﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ﴾ [ العنكبوت ٦٩ ] وقوله ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ﴾ [ المجادلة ١١ ] فالرفعة الموعودة لأولياء الله عامة في الدنيا والآخرة، وإن لم يكن أهل القرآن أهل الله فمن هم ؟ وقد خصهم النبي - ﷺ - بهذا الوسام في قوله - ﷺ - :(إن لله أهلين منا! قالوا يا رسول الله من هم؟ قال هم أهل القرآن أهل الله و خاصته)(١)[٢٦])
فَقَرَءَةُ القرآن حملة سر الله المكنون وحفظة علمه المخزون وخلفاء أنبيائه وأمناؤه وهم أهله وخاصته وخيرته وأصفياؤه.
فهذه دعوة صادقة لأن يلتفت المجتمع إلى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ويوليها مزيدا من العناية والاهتمام والدعم، وأن تهتم مؤسسات التعليم بالقرآن الكريم بزيادة الحصص و تأهيل المعلمين واختيارهم بعناية، ودعوة لأجهزة الدولة الأمنية لتستشعر الدور الذي تحققه هذه الجمعيات في مجتمعاتنا مما لا تتمكن هذه الأجهزة من تحقيقه دون تربية القرآن وتخلق أفراد المجتمع به.