وجمعيات تحفيظ القرآن لها الفضل بعد الله في استمرار حلقات التحفيظ في مساجدنا وتطويرها والرقي بمستواها وتشجيع أبنائنا على الالتحاق بها فهنيئا لنا بها وهنيئا لها بكل مؤمن علم فضلها وأثرها فآزرها وكان معينا لها في أداء رسالتها طلبا للخيرية واستجابة لأمر الله بالتعاون على البر والتقوى ﴿.... وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ﴾ [ المائدة ٢ ]
ثانياً: وجوب تعلم القرآن وتعليمه وأنه من فروض الكفاية على الأمة.
أُمِر النبي - ﷺ - بإبلاغ القرآن وتعليمه لأمته فقال- عز وجل - ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك.... ﴾ [المائدة - ٦٧] قال القرطبي رحمه الله في تفسيره(١)[١])بعد أن ساق الأقوال في معناها :" والصحيح القول بالعموم قال ابن عباس- رضي الله عنهم - المعنى : بلغ جميع ما أنزل إليك من ربك فإن كتمت شيئا منه فما بلغت رسالته، وهذا تأديب للنبي - ﷺ - وتأديب لحملة العلم من أمته ألا يكتموا شيئا من أمر شريعته وقد علم الله تعالى من أمر نبيه أنه لا يكتم شيئا من وحيه وفي صحيح مسلم(٢)[٢]) عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : من حدثك أن محمدا - ﷺ - كتم شيئا من الوحي فقد كذب والله تعالى يقول ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته.... ﴾، وقبح الله الروافض حيث قالوا إنه - ﷺ - كتم شيئا مما أوحى الله إليه كان بالناس حاجة إليه".
(٢) - صحيح مسلم برقم ١٧٧ بسنده عن الشعبي عن مسروق قال :( كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية قلت ما هن قالت..........)