وبلى عندنا ثلاثي الوضع، وليس أصله بل، فزيدت عليها الألف خلافاً للكوفيين.
﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ﴾: والفاء بعد الهمزة أصلها التقديم عليها، والتقدير: أفتطعمون، فالفاء للعطف، لكنه اعتنى بهمزة الاستفهام، فقدمت عليها. والزمخشري يزعم أن بين الهمزة والفاء فعل محذوف، ويقر الفاء على حالها، حتى تعطف الجملة بعدها على الجملة المحذوفة قبلها، وهو خلاف مذهب سيبويه، ومحجوج بمواضع لا يمكن تقدير فعل فيها، نحو قوله: ﴿أو من ينشأ في الحلية﴾(الزخرف: ١٨)، أفمن يعلم أنما أنزل إليك}(الرعد: ١٩)، أفمن هو قائم}(الرعد: ٣٣). أن يؤمنوا} معمول لتطمعون على إسقاط حرف الجر، التقدير: في أن يؤمنوا، فهو في موضع نصب، على مذهب سيبويه، وفي موضع جر، على مذهب الخليل والكسائي. ولكم: متعلق بيؤمنوا، على أن اللام بمعنى الباء، وهو ضعيف، ولام السبب أي أن يؤمنوا لأجل دعوتكم لهم.
والواو في قوله: ﴿وقد كان فريق﴾، وفي قوله: ﴿وهم يعلمون﴾، واو الحال. ويحتمل أن يكون العامل في الحال قوله: ﴿أفتطمعون﴾؟ ويحتمل أن يكون: ﴿أن يؤمنوا﴾.
وذهب بعضهم إلى أن العامل في قوله: ﴿وهم يعلمون﴾، قوله: ﴿عقلوه﴾، والظاهر القول الأول، وهو قوله: ﴿يحرفونه﴾.
﴿بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾. وقد جوّزوا في ما أن تكون نكرة موصوفة، وأن تكون مصدرية، أي بفتح الله عليكم. والأولى الوجه الأول.