يفترق من عند عجب الذنب، ويمتد منه عرقان في كل ورك عرق يقال لهما الصلوان فإذا ركع المصلي انحنى صلاه وتحرك فسمي بذلك مصلياً.
﴿وَمِمَّا رَزَقْنَهُمْ يُنفِقُونَ﴾ من حرف جر. وزعم الكسائي أن أصلها منا مستدلاً بقول بعض قضاعة:
بذلنا مارن الخطي فيهم
وكل مهند ذكر حسام منا أن ذر قرن الشمس حتى
أغاب شريدهم قتر الظلام
وتأول ابن جني، رحمه الله، على أنه مصدر على فعل من منى يمنى أي قدر. واغتر بعضهم بهذا البيت فقال: وقد يقال منا. وقد تكون لابتداء الغاية وللتبعيض، وزائدة وزيد لبيان الجنس، وللتعليل، وللبدل، وللمجاوزة والاستعلاء، ولانتهاء الغاية، وللفصل، ولموافقة الباء، ولموافقة في. مثل ذلك: سرت من البصرة إلى الكوفة، أكلت من الرغيف، ما قام من رجل، ﴿يحلون فيها من أساور من ذهب﴾(الحج: ٢٢)، في آذانهم من الصواعق}(البقرة: ١٩)، بالحياة الدنيا من الآخرة}(التوبة: ٣٨)، غدوت من أهلك}(آل عمران: ١٢١)، قربت منه، ونصرناه من القوم}(الأنبياء: ٧٧)، يعلم المفسد من المصلح}(البقرة: ٢٢٠) ينظرون من طرف خفي}(الشورى: ٤٥) ماذا خلقوا من الأرض}(فاطر: ٤٠). ما تكون موصولة، واستفهامية، وشرطية، وموصوفة، وصفة، وتامة. مثل ذلك: ما عندكم ينفذ مال هذا الرسول}(الفرقان: ٧)، ما يفتح الله للناس من رحمة}(فاطر: ٢)، مررت بما معجب لك، لأمر ما جدع قصير أنفه، ما أحسن زيداً. رزقناهم} الرزق: العطاء، وهو الشيء الذي يرزق كالطحن، والرزق المصدر، وقيل الرزق أيضاً مصدر رزقته أعطيته، ﴿ومن رزقناه منا رزقاً حسناً﴾(النحل: ٧٥)، وقال:
رزقت مالاً ولم ترزق منافعه
إن الشقي هو المحروم ما رزقا}
﴿يُنفِقُونَ﴾، الإنفاق: الإنفاذ، أنفقت الشيء وأنفذته بمعنى واحد، والهمزة للتعدية، يقال نفق الشيء نفذ، وأصل هذه المادة تدل على الخروج والذهاب، ومنه: نافق، والنافقاء، ونفق..


الصفحة التالية
Icon