﴿وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ﴾ وقرأ الكوفيون ﴿فجزاء﴾ بالتنوين ﴿مثل﴾ بالرفع فارتفاع جزاء على أنه خبر لمبتدأ محذوف الخبر تقديره فعليه جزاء ومثل صفة أي فجزاء يماثل ما قتل. وقرأ عبد الله ﴿فجزاؤه مثل﴾ والضمير عائد على قاتل الصيد أو على الصيد وفي قراءة عبد الله يرتفع ﴿فجزاؤه مثل﴾ على الابتداء والخبر. وقرأ باقي السبعة ﴿فجزاء مثل﴾ برفع جزاء وإضافته إلى مثل، فقيل مثل كأنها مقحمة كما تقول مثلك من يفعل كذا أي أنت تفعل كذا فالتقدير فجزاء ما قتل، وقيل ذلك من إضافة المصدر إلى المفعول ويدل على هذا التقدير قراءة السلمي ﴿فجزاء﴾ بالرفع والتنوين ﴿مثل ما قتل﴾ بالنصب. وقرأ محمد بن مقاتل ﴿فجزاء مثل ما قتل﴾ بنصب جزاء ومثل والتقدير فليخرج جزاء مثل ما قتل ومثل صفة لجزاء.
وقرأ الحسن ﴿من النعم﴾ سكن العين تخفيفاً كما قالوا الشعر، وقال ابن عطية هي لغة و﴿من النعم﴾ صفة لجزاء سواء رفع ﴿جزاء﴾ و﴿مثل﴾ أو أضيف ﴿جزاء﴾ إلى ﴿مثل﴾ أي كائن من النعم ويجوز في وجه الإضافة أن يتعلق من النعم بجزاء إلا في وجه الأول لأن جزاء مصدر موصوف فلا يعمل. ووهم أبو البقاء في تجويزه أن يكون من النعم حالاً حل الضمير في قتل يعني من الضمير المنصوب المحذوف في قتل العائد، على ما قال لأن المقتول يكون من النعم وليس المعنى على ذلك.
﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْياً بَلِغَ الْكَعْبَةِ﴾ وجوّزوا في انتصاب قوله ﴿هدياً﴾ أن يكون حالاً من ﴿جزاء﴾ فيمن وصفه بمثل لأن الصفة خصصته فقرب من المعرفة وأن يكون بدلاً من مثل في قراءة من نصب مثلاً أو من محله في قراءة من خفضه وأن ينتصب على المصدر والظاهر أنه حال من قوله به.
والجملة من قوله يحكم في موضع الصفة لقوله ﴿فجزاء﴾ أي حاكم به ذوا عدل.


الصفحة التالية
Icon