﴿يِأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ شَهَدَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ﴾ وقرأ الجمهور ﴿شهادة بينكم﴾ بالرفع وإضافة ﴿شهادة﴾ إلى ﴿بينكم﴾، وقرأ الشعبي والحسن والأعرج ﴿شهادة بينكم﴾ برفع شهادة وتنوينه، وقرأ السلمي والحسن أيضاً ﴿شهادة﴾ بالنصب والتنوين وروي هذا عن الأعرج وأبي حيوة و﴿بينكم﴾ في هاتين القراءتين منصوب على الظرف فشهادة على قراءة الجمهور مبتدأ مضاف إلى بين بعد الاتساع فيه كقوله هذا فراق بيني وبينك وخبره ﴿اثنان﴾ تقديره شهادة اثنين أو يكون التقدير ذوا شهادة بينكم إثنان واحتيج إلى الحذف ليطابق المبتدأ الخبر وكذا توجيه قراءة الشعبي والأعرج، وأجاز الزمخشري أن يرتفع ﴿اثنان﴾ على الفاعلية بشهادة ويكون ﴿شهادة﴾ مبتدأ وخبره محذوف وقدره فيما فرض عليكم أن يشهد اثنان، وقيل ﴿شهادة﴾ مبتدأ خبره ﴿إذا حضر أحدكم الموت﴾، وقيل خبره ﴿حين الوصية﴾، ويرتفع ﴿اثنان﴾ على أنه خبر مبتدأ محذوف، التقدير الشاهدان اثنان ذوا عدل منكم، أو على الفاعلية، التقدير يشهد اثنان، وقيل ﴿شهادة﴾ مبتدأ و﴿اثنان﴾ مرتفع به على الفاعلية وأغنى الفاعل عن الخبر. وعلى الإعراب الأول يكون ﴿إذاً﴾ معمولاً للشهادة وأما ﴿حين﴾ فذكروا أنه يكون معمولاً لحضر أو ظرفاً للموت أو بدلاً من إذا ولم يذكر الزمخشري غير البدل، قال و﴿حين الوصية﴾ بدل منه يعني من ﴿إذا﴾ وحذف ما من قوله ما بينكم جائز لظهوره ونظيره ﴿هذا فراق بيني وبينكم﴾ أي ما بيني وبينك وقوله ﴿لقد تقطع بينكم﴾ في قراءة من نصب انتهى، وحذف ما الموصولة لا يجوز عند البصريين ومع الإضافة لا يصح تقدير ما البتة وليس قوله ﴿هذا فراق بيني وبينك﴾ نظيره ﴿لقد تقطع بينكم﴾ لأن ذلك مضاف إليه وهذا باق على طريقته فيمكن أن يتخيل فيه تقدير ما لأن الإضافة إليه أخرجته عن الظرفية وصيرته مفعولاً به على السعة.