﴿وأنْ﴾ مصدرية، وقال الأخفش: هي زائدة، قال النّحّاس: لو كان كما قال لرفع تعذيبهم انتهى، فكان يكون الفعل في موضع الحال كقوله: ﴿وما لنا لا نؤمن بالله﴾ وموضع إن نصب أو جر على الخلاف إذ حذف منه وهي تتعلق بما تعلّق به ﴿لهم﴾ أي أيّ شيء كائن أو مستقرّ لهم في أن لا يعذبهم الله والمعنى لا حظ لهم في انتفاء العذاب وإذا انتفى ذلك فهم معذبون ولا بدّ وتقدير الطبري وما يمنعهم من أن يعذبوا هو تفسير معنى لا تفسير إعراب وكذلك ينبغي أن يتأوّل كلام ابن عطية أنّ التقدير وما قدرتهم ونحوه من الأفعال موجب أن يكون في موضع نصب والظاهر عود الضمير في ﴿أولياءه﴾ على ﴿المسجد﴾ لقربه وصحّة المعنى، وقيل ﴿ما﴾ للنفي فيكون إخباراً أي وليس لهم أن لا يعذبهم الله أي ليس ينتفي العذاب عنم مع تلبّسهم بهذه الحال، وقيل الضمير في ﴿أولياءه﴾ عائد على الله تعالى، وروي عن الحسن والظاهر أن قوله ﴿وما كانوا أولياءه﴾ استئناف إخبار.
ومتعلّق ﴿لا يعلمون﴾ محذوف تقديره ﴿لا يعلمون﴾ أنهم ليوا أولياءه بل يظنون أنهم أولياؤه والظاهر استدراك الأكثر في انتفاء العلم إذ كان بينهم وفي خلالهم من جنح إلى الإيمان فكان يعلم أن أولئك الصادّين ليسوا أولياء البيت أو أولياء الله فكأنه قيل ﴿ولكن أكثرهم﴾ أي أكثر المقيمين بمكة ﴿لا يعلمون﴾ لتخرج منهم العباس وأم الفضل وغيرهما ممن وقع له علم أو إذ كان فيهم من يعلمه وهو يعاند طلباً للرياسة أو أريد بالأكثر الجميع على سبيل المجاز فكأنه قيل ولكنهم لا يعلمون كما قيل: قلما رجل يقول ذلك في معنى النفي المحض وإبقاء الأكثر على ظاهره أولى وكونه أريد به الجميع هو تخريج الزمخشري وابن عطية.


الصفحة التالية
Icon