وقرأ الأخوان: إما يبلغان بألف التثنية ونون التوكيد المشدّدة وهي قراءة السلمي وابن وثاب وطلحة والأعمش والجحدري. فقيل الألف علامة تثنية لا ضمير على لغة أكلوني البراغيث، وأحدهما فاعل و﴿أو كلاهما﴾ عطف عليه، وهذا لا يجوز لأن شرط الفاعل في الفعل الذي لحقته علامة التثنية أن يكون مسند المثنى أو معرف بالعطف بالواو، ونحو قاما أخواك أو قاما زيد وعمرو على خلاف في هذا الأخير هل يجوز أو لا يجوز، والصحيح جوازه و﴿أحدهما﴾ ليس مثنى ولا هو معرف بالعطف بالواو مع مفرد. وقيل: الألف ضمير الوالدين و﴿أحدهما﴾ بدل من الضمير و﴿كلاهما﴾ عطف على ﴿أحدهما﴾ والمعطوف على البدل بدل. وقال الزمخشري. فإن قلت: لو قيل إما يبلغان ﴿كلاهما﴾ كان ﴿كلاهما﴾ توكيداً لا بدلاً، فمالك زعمت أنه بدل؟ قلت: لأنه معطوف على ما لا يصح أن يكون توكيداً للأثنين فانتظم في حكمه فوجب أن يكون مثله. فإن قلت: ما ضرك لو جعلته توكيداً مع كون المعطوف عليه بدلاً وعطفت التوكيد على البدل؟ قلت: لو أريد توكيد التثنية لقيل ﴿كلاهما﴾ فحسب فلما قيل ﴿أحدهما أو كلاهما﴾ علم أن التوكيد غير مراد فكان بدلاً مثل الأول. وقال ابن عطية: وعلى هذه القراءة الثالثة يعني يبلغانّ يكون قوله ﴿أحدهما﴾ بدلاً من الضمير في يبلغان وهو بدل مقسم كقول الشاعر: