وارتفع حسب على الابتداء والخبر ﴿أن يتخذوا﴾. وقال الزمخشري: أو على الفعل والفاعل لأن اسم الفاعل إذا اعتمد على الهمزة ساوى الفعل في العمل كقولك: أقائم الزيدان وهي قراءة محكمة جيدة انتهى. والذي يظهر أن هذا الإعراب لا يجوز لأن حسباً ليس باسم فاعل فتعمل، ولا يلزم من تفسير شيء بشيء أن تجري عليه جميع أحكامه، وقد ذكر سيبويه أشياء من الصفات التي تجري مجرى الأسماء وأن الوجه فيها الرفع. ثم قال: وذلك مررت برجل خير منه أبوه، ومررت برجل سواء عليه الخير والشر، ومررت برجل أب له صاحبه، ومررت برجل حسبك من رجل، ومررت برجل أيما رجل هو انتهى. ولا يبعد أن يرفع به الظاهر فقد أجازوا في مررت برجل أبي عشرة أبوه ارتفاع أبوه بأبي عشرة لأنه في معنى والد عشرة.
﴿الذين﴾ يصح رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هم ﴿الذين﴾ وكأنه جواب عن سؤال، ويجوز نصبه على الذمّ وخبره على لوصف أو البدل ﴿ضل سعيهم﴾.
انتصب ﴿أعمالاً﴾ على التمييز.
﴿ذلك جزاؤهم﴾ مبتدأ وخبر و﴿جهنم﴾ بدل.
وقال أبو البقاء: ﴿ذلك﴾ أي الأمر ذلك وما بعده مبتدأ وخبر، ويجوز أن يكون ﴿ذلك﴾ مبتدأ و﴿جزاؤهم﴾ مبتدأ ثان و﴿جهنم﴾ خبره. والجملة خبر الأول والعائد محذوف أي جزاؤه انتهى. ويحتاج هذا التوجيه إلى نظر قال: ويجوز أن يكون ﴿ذلك﴾ مبتدأ و﴿جزاؤهم﴾ بدل أو عطف بيان و﴿جهنم﴾ الخبر. ويجوز أن يكون ﴿جهنم﴾ بدلاً من جزاء أو خبر لابتداء محذوف، أي هو جهنم و﴿بما كفروا﴾ خبر ذلك، ولا يجوز أن تتعلق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما و﴿اتخذوا﴾ يجوز أن يكون معطوفاً على ﴿كفروا﴾ وأن يكون مستأنفاً انتهى.
وجواب لو محذوف لدلالة المعنى عليه تقديره لنفد.
وأنتصب ﴿مدداً﴾ على التمييز عن مثل كقوله.
فإن الهوى يكفيكه مثله صبراً
ويجوز أن يكون نصبه على المصدر بمعنى ولو أمددناه بمثله إمداداً ثم ناب المدد مناب الإمداد مثل أنبتكم نباتاً.
سورة مريم
ثمان وتسعون آية مكية