و﴿إذ. قال﴾ نحو قولك: رأيت زيداً ونعم الرجل أخاك، ويجوز أن تتعلق ﴿إذ﴾ بكان أو بـ ﴿صديقاً نبياً﴾ أي كان جامعاً لخصائص الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه تلك المخاطبات انتهى. فالتخريج الأول يقتضي تصرف ﴿إذ﴾ وقد تقدم لنا أنها لا تتصرف، والتخريج الثاني مبني على أن كان لنا قصة وأخواتها تعمل في الظروف وهي مسألة خلاف. والتخريج الثالث لا يصح لأن العمل لا ينسب إلاّ إلى لفظ واحد، أما أن ينسب إلى مركب من مجموع لفظين فلا، وجائز أن يكون معمولاً لصديقاً لأنه نعت إلاّ على رأي الكوفيين، ويحتمل أن يكون معمولاً لنبياً أي منبأ في وقت قوله لأبيه ما قال، وأن التنبئة كانت في ذلك الوقت وهو بعيد.
و﴿ما لا يسمع﴾ الظاهر أنها موصولة، وجوزوا أن تكون نكرة موصوفة ومعمول ﴿يسمع﴾ و﴿يبصر﴾ منسي ولا ينوي أي ما ليس به استماع ولا إبصار لأن المقصود نفي هاتين الصفتين دون تقييد بمتعلق. و﴿شيئاً﴾. إما مصدر أو مفعول به.
قال الزمخشري: وقدم الخبر على المبتدأ في قوله ﴿أراغب أنت عن آلهتي﴾ لأنه كان أهم عنده وهو عنده.
والمختار في إعراب ﴿أراغب أنت﴾ أن يكون راغب مبتدأ لأنه قد اعتمد على أداة الاستفهام، و﴿أنت﴾ فاعل سد مسد الخبر، ويترجح هذا الإعراب على ما أعربه الزمخشري من كون ﴿أراغب﴾ خبراً و﴿أنت﴾ مبتدأ بوجهين:
أحدهما: أنه لا يكون فيه تقديم ولا تأخير إذ رتبة الخبر أن يتأخر عن المبتدأ.
والثاني: أن لا يكون فصل بين العامل الذي هو ﴿أراغب﴾ وبين معموله الذي هو ﴿عن آلهتي﴾ بما ليس بمعمول للعامل، لأن الخبر ليس هو عاملاً في المبتدأ بخلاف كون ﴿أنت﴾ فاعلاً فإن معمول ﴿أراغب﴾ فلم يفصل بين ﴿أراغب﴾ وبين ﴿عن آلهتي﴾ بأجنبي إنما فصل بمعمول له.
﴿لأرجمنك﴾ جواب القسم المحذوف قبل ﴿لئن﴾.