﴿صلياً﴾ دخولاً. وقيل: لزوماً. وقيل: جمع صال فانتصب على الحال وبها متعلق بأولى. والواو في قوله ﴿وإن منكم﴾ للعطف. وقال ابن عطية: ﴿وإن منكم إلاّ واردها﴾ قسم والواو تقتضيه، ويفسره قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم «من مات له ثلاث من الولد لم تمسه النار إلاّ تحلة القسم». انتهى. وذهل عن قول النحويين أنه لا يستغنى عن القسم بالجواب لدلالة المعنى إلاّ إذا كان الجواب باللام أو بأن، والجواب هنا جاء على زعمه بأن النافية فلا يجوز حذف القسم على ما نصوا. وقوله والواو تقتضيه يدل على أنها عنده واو القسم، ولا يذهب نحوي إلى أن مثل هذه الواو واو قسم لأنه يلزم من ذلك حذف المجرور وإبقاء الجار، ولا يجوز ذلك إلاّ إن وقع في شعر أو نادر كلام بشرط أن تقوم صفة المحذوف مقامه كما أولوا في قولهم: نعم السير على بئس العير، أي على عير بئس العير. وقول الشاعر:
والله ما زيد بنام صاحبه
أي برجل نام صاحبه. وهذه الآية ليست من هذا الضرب إذ لم يحذف المقسم به وقامت صفته مقامه.
ومفعول ﴿اتقوا﴾ محذوف أي الشرك.
وقال الزمخشري: و﴿هم أحسن﴾ في محل النصب صفة لكم. ألا ترى أنك لو تركت ﴿هم﴾ لم يكن لك بد من نصب ﴿أحسن﴾ على الوصفية انتهى. وتابعه أبو البقاء على أن ﴿هم أحسن﴾ صفة لكم، ونص أصحابنا على أن ﴿كم﴾ الاستفهامية والخبرية لا توصف ولا يوصف بها، فعلى هذا يكون ﴿هم أحسن﴾ في موضع الصفة لقرن.
وقرأ الجمهور ﴿ورئياً﴾ بالهمزة من رؤية العين فعل بمعنى مفعول كالطحن والسقي.