﴿فتردى﴾ يجوز أن يكون منصوباً على جواز النهي وأن يكون مرفوعاً أي فأنت تردى. وقرأ يحيى فَتِردى بكسر التاء.
و﴿ما﴾ استفهام مبتدأ و﴿تلك﴾ خبره و﴿يمينك﴾ في موضع الحال كقوله ﴿وهذا بعلي شيخاً﴾ والعامل اسم الإشارة. قال الزمخشري: ويجوز أن يكون ﴿تلك﴾ أسماً موصولاً صلته بيمينك، ولم يذكر ابن عطية غيره وليس ذلك مذهباً للبصريين وإنما ذهب إليه الكوفيون، قالوا: يجوز أن يكون اسم الإشارة موصولاً حيث يتقدر بالموصول كأنه قيل: وما التي بيمينك؟
واختلفوا في إعراب ﴿سيرتها﴾ فقال الحوفي مفعول ثان لسنعيدها على حذف الجار مثل ﴿واختار موسى قومه﴾ يعني إلى ﴿سىرتها﴾ قال: ويجوز أن يكون بدلاً من مفعول ﴿سنعيدها﴾. وقال هذا الثاني أبو البقاء قال: بدل اشتمال أي صفتها وطريقتها. وقال الزمخشري: يجوز أن ينتصب على الظرف أي ﴿سنعيدها﴾ في طريقتها الأولى أي في حال ما كانت عصا انتهى. و﴿سيرتها﴾ وطريقتها ظرف مختص فلا يتعدى إليه الفعل على طريقة الظرفية إلاّ بواسطة، في ولا يجوز الحذف إلاّ في ضرورة أو فيما شذت فيه العرب. قال الزمخشري: ويجوز أن يكون مفعولاً من عاده بمعنى عاد إليه. ومنه بيت زهير:
وعادك أن تلاقيها عداء
فيتعدى إلى مفعولين انتهى. وهذا هو الوجه الأول الذي ذكره الحوفي. قال: ووجه ثالث حسن وهو أن يكون ﴿سنعيدها﴾ مستقلاً بنفسه غير متعلق بسيرتها، بمعنى أنها أنشئت أول ما أنشئت عصا ثم ذهبت وبطلت بالقلب حية، فسنعيدها بعد الذهاب كما أنشأناها أولاً ونصب ﴿سيرتها﴾ بفعل مضمر أي تسير ﴿سيرتها الأولى﴾ يعني ﴿سنعيدها﴾ سائرة ﴿سيرتها الأولى﴾.
وانتصب ﴿بيضاء﴾ على الحال.