قال الزمخشري: وإن جعل عطف بيان آخر جاز وحسن انتهى. ويبعد فيه عطف البيان لأن الأكثر في عطف البيان أن يكون الأول دونه في الشهرة، والأمر هنا بالعكس. وجوزوا أن يكون ﴿وزيراً من أهلي﴾ هما المفعولان و﴿لي﴾ مثل قوله ﴿ولم يكن له كفواً أحد﴾ يعنون أنه به يتم المعنى. و﴿هارون﴾ على ما تقدم. وجوزوا أن ينتصب ﴿هارون﴾ بفعل محذوف أي اضم إليّ هارون وهذا لا حاجة إليه لأن الكلام تام بدون هذا المحذوف.
وقرأ الحسن وزيد بن عليّ وابن عامر ﴿أَشدد﴾ بفتح الهمزة ﴿وأُشِّرِكْهُ﴾ بضمها فعلاً مضارعاً مجزوماً على جواب الأمر وعطف عليه ﴿وأشركه﴾.
وقال الزمخشري: ويجوز فيمن قرأ على لفظ الأمر أن يجعل ﴿أخي﴾ مرفوعاً على الابتداء ﴿وأشدد به﴾ خبره ويوقف على ﴿هارون﴾ انتهى.
و﴿كثيراً﴾ نعت لمصدر محذوف أو منصوب على الحال، أي نسبحك التسبيح في حال كثرتهم على ما ذهب إليه سيبويه.
قال الزمخشري: و﴿أن﴾ هي المفسرة لأن الوحي بمعنى القول. وقال ابن عطية: و﴿أن﴾ في قوله ﴿أن اقذفيه﴾ بدل من ما يعني أنّ ﴿أن﴾ مصدرية فلذلك كان لها موضع من الإعراب. والوجهان سائغان.
وقال النحاس: يقال صنعت الفرس إذا أحسنت إليه وهو معطوف على علة محذوف أي ليتلطف بك ﴿ولتصنع﴾ أو متعلقة بفعل متأخر تقديره فعلت ذلك.
والعامل في ﴿إذا﴾ قال ابن عطية فعل مضمر تقديره ومننا إذ. وقال الزمخشري العامل في ﴿إذ تمشي﴾ ﴿ألقيت﴾ أو تصنع، ويجوز أن يكون بدلاً من ﴿إذ أوحينا﴾ فإن قلت: كيف يصح البدل والوقتان مختلفان متباعدان؟ قلت: كما يصح وإن اتسع الوقت وتباعد طرفاه أن يقول لك الرجل لقيت فلاناً سنة كذا، فتقول: وأنا لقيته إذ ذاك. وربما لقيه هو في أولها وأنت في آخرها انتهى.
وقال الحوفي: ﴿إذ﴾ متعلقة بتصنع، ولك أن تنصب ﴿إذ﴾ بفعل مضمر تقديره واذكر.