وهاتان الجملتان الاستفهاميتان الظاهر أنهما متعلقتان بقوله: ﴿وأسروا النجوى﴾ وأنهما محكيتان بقوله للنجوى لأنه بمعنى القول الخفي، فهما في موضع نصب على المفعول بالنجوى.
وقال الزمخشري: في محل نصب بدلاً من ﴿النجوى﴾ أي ﴿وأسروا﴾ هذا الحديث ويجوز أن يتعلق بقالوا مضمراً انتهى.
والكاف في ﴿كما أرسل﴾ يجوز أن يكون في موضع النعت لآية، وما أرسل في تقدير المصدر والمعنى بآية مثل آية إرسال ﴿الأولين﴾، ويجوز أن يكون في النعت لمصدر محذوف أي إتياناً مثل إرسال ﴿الأولين﴾ أي مثل إتيانهم بالآيات.
و﴿صدقناهم الوعد﴾ من باب اختار وهو ما يتعدى الفعل فيه إلى واحد وإلى الآخر بحرف جر، ويجوز حذف ذلك الحرف أي في ﴿الوعد﴾ وهو باب لا ينقاس عند الجمهور، وإنما يحفظ من ذلك أفعال قليلة ذكرت في النحو ونظير ﴿صدقناهم الوعد﴾ قولهم: صدقوهم القتال وصدقني سن بكره وصدقت زيداً الحديث.
وعن ابن عباس: ﴿ذكركم﴾ شرفكم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.