إنّ الخليفة إن اللَّه سربلهسربال ملك به ترجى الخواتيم وظاهر هذا أنه شبه البيت بالآية، وكذلك قرنه الزجاج بالآية ولا يتعين أن يكون البيت كالآية لأن البيت يحتمل أن يكون خبر إن الخليفة قوله: به ترجى الخواتيم، ويكون إن الله سربله سربال ملك جملة اعتراضية بين اسم إن وخبرها بخلاف الآية فإنه يتعين قوله: ﴿إن الله يفصل﴾ وحسن دخول ﴿إن﴾ على الجملة الواقعة خبراً طول الفصل بينهما بالمعاطيف، ولا تعارض بين قوله: ﴿ومن في الأرض﴾ لعمومه وبين قوله: ﴿وكثير من الناس﴾ لخصوصه لأنه لا يتعين عطف ﴿وكثير﴾ على ما قبله من المفردات المعطوفة الداخلة تحت يسجد إذ يجوز إضمار ﴿يسجد له﴾ كثير من الناس سجود عبادة دل عليه المعنى لا أنه يفسره ﴿يسجد﴾ الأول لاختلاف الاستعمالين، ومن يرى الجمع بين المشركين وبين الحقيقة والمجاز يجيز عطف ﴿وكثير من الناس﴾ على المفردات قبله، وإن اختلف السجود عنده بنسبته لما لا يعقل ولم يعقل ويجوز أن يرتفع على الابتداء، والخبر محذوف يدل على مقابلة الذين في الجملة بعده أي ﴿وكثير من الناس﴾ مثاب.
وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون ﴿من الناس﴾ خبراً له.
قال ابن عطية: ﴿وكثير حق عليه العذاب﴾ يحتمل أن يكون معطوفاً على ما تقدم أي ﴿وكثير حق عليه العذاب﴾.
الظاهر عطف ﴿والجلود﴾ على ﴿ما﴾ من قوله: ﴿يصهر به ما في بطونهم﴾ وأن ﴿الجلود﴾ تذاب كما تذاب الأحشاء. وقيل: التقدير وتخرق ﴿الجلود﴾ لأن الجلود لا تذاب إنما تجتمع على النار وتنكمش وهذا كقوله:
علفتها تبناً وماء بارداً
أي وسقيتها ماء. والظاهر أن الضمير في ﴿ولهم﴾ عائد على الكفار، واللام للاستحقاق.
﴿ومن غم﴾ بدل من منها بدل اشتمال، أعيد معه الجار وحذف الضمير لفهم المعنى أي من غمها، ويحتمل أن تكون من للسبب أي لأجل الغم الذي يلحقهم.


الصفحة التالية
Icon