وقرأ الجمهور ﴿سواء﴾ بالرفع على أن الجملة من مبتدأ وخبر في موضع المفعول الثاني، والأحسن أن يكون ﴿العاكف والبادي﴾ هو المبتدأ و﴿سواء﴾ الخبر، وقد أجيز العكس. وقال ابن عطية: والمعنى ﴿الذي جعلناه للناس﴾ قبلة أو متعبداً انتهى. ولا يحتاج إلى هذا التقدير إلاّ إن كان أراد تفسير المعنى لا الإعراب فيسوغ لأن الجملة في موضع المفعول الثاني، فلا يحتاج إلى هذا التقدير. وقرأ حفص والأعمش ﴿سواء﴾ بالنصب وارتفع به ﴿العاكف﴾ لأنه مصدر في معنى مستو اسم الفاعل. ومن كلامهم: مررت برجل سواء هو والعدم، فإن كانت جعل تتعدى إلى اثنين فسواء الثاني أو إلى واحد فسواء حال من الهاء. وقرأت فرقة منهم الأعمش في رواية القطعي ﴿سواء﴾ بالنصب ﴿العاكف فيه﴾ بالجر. قال ابن عطية: عطفاً على الناس انتهى. وكأنه يريد عطف البيان والأولى أن يكون بدل تفصيل.
ومفعول ﴿برد﴾ قال أبو عبيدة هو ﴿بإلحاد﴾ والباء زائدة في المفعول. قال الأعمش:
ضمنت برزق عيالنا أرماحنا
أي رزق وكذا قراءة الحسن منصوباً قرأ ﴿ومن يرد﴾ إلحاده بظلم أي إلحاداً فيه فتوسع. وقال ابن عطية: يجوز أن يكون التقدير ﴿ومن يرد فيه﴾ الناس ﴿بإلحاد﴾. وقال الزمخشري: ﴿بإلحاد بظلم﴾ حالان مترادفتان ومفعول ﴿يرد﴾ متروك ليتناول كل متناول.
قيل: واللام زائدة أي بوّأنا إبراهيم مكان البيت أي جعلنا يبوء إليه كقوله: ﴿لتبوأنهم من الجنة غرفاً﴾ وقال الشاعر:
كم صاحب لي صالحبوّأته بيدي لحدا
وقيل: مفعول ﴿بوأنا﴾ محذوف تقديره بوّأنا الناس، واللام في ﴿لإبراهيم﴾ لام العلة أي لأجل إبراهيم كرامة له وعلى يديه.