وقرأ الجمهور ﴿النار﴾ رفعاً على إضمارمبتدأ كأن قائلاً يقول قال: وما هو؟ قال: النار، أي نار جهنم. وأجاز الزمخشري أن تكون ﴿النار﴾ مبتدأ و﴿وعدها﴾ الخبر وأن يكون ﴿وعدها﴾ حالاً على الإعراب الأول، وأن تكون جملة إخبار مستأنفة وأجيز أن تكون خبراً بعد خبر، وذلك في الإعراب الأول، وروي أنهم قالوا: محمد وأصحابه شر خلق فقال الله قل لهم يا محمد ﴿أفأنبئكم بشر﴾ ممن ذكرتم على زعمكم أهل النار فهم أنتم خشر خلق الله. وقرأ ابن أبي عبلة وإبراهيم بن يوسف عن الأعشى وزيد بن علي ﴿النار﴾ بالنصب. قال الزمخشري: على الاختصاص ومن أجاز في الرفع أن تكون ﴿النار﴾ مبتدأ فقياسه أن يجيز في النصب أن يكون من باب الاشتغال. وقرأ ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن نوح عن قتيبة ﴿النار﴾ بالجر على البدل من ﴿شر﴾ والظاهر أن الضمير في ﴿وعدها﴾ هو المفعول الأول على أنه تعالى وعد النار بالكفار أن يطعمها إياهم، ألا ترى إلى قولها هل من مريد، ويجوز أن يكون الضمير هو المفعول الثاني ﴿والذين كفروا﴾ هو الأول كما قال ﴿عد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم﴾.


الصفحة التالية
Icon