وتقدم لنا الكلام على نظير ﴿ولو﴾ هذه، وتقرر أن الواو فيه للعطف على حال محذوفة، كأنه قيل ﴿لن يخلقوا ذباباً﴾ على كل حال ولو في هذه الحال التي كانت تقتضي أن يخلقوا لأجل اجتماعهم، ولكنه ليس في مقدورهم ذلك.
قال الزمخشري: ويجوز أن يتسع
ويوم شهدناه سليماً وعامراً
انتهى. يعني بالظرف الجار والمجرور، كأنه كان الأصل حق جهاد فيه فاتسع بأن حذف حرف الجر وأضيف جهاد إلى الضمير.
وانتصب ﴿ملة أبيكم﴾ بفعل محذوف. وقدره ابن عطية جعلها ﴿ملة﴾ وقال الزمخشري: نصب الملة بمضمون ما تقدّمها كأنه قيل وسع دينكم توسعة ملة أبيكم، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه أو على الاختصاص أي أعني بالدين ﴿ملة أبيكم﴾ كقوله: الحمد لله الحميد، وقال الحوفي وأبو البقاء: اتبعوا ملة إبراهيم. وقال الفراء: هو نصب على تقدير حذف الكاف، كأنه قيل كلمة ﴿أبيكم﴾ بالإضافة إلى أبيه الرسول.


الصفحة التالية
Icon