ويجوز في ماذا أن تكون كلها موصولة بمعنى الذي، وتكون مفعولاً ثانياً لأروني. واستعمال ماذا كلها موصولاً قليل، وقد ذكره سيبويه. ويجوز أن تكون ما استفهامية في موضع رفع على الابتداء، وذا موصولة بمعنى الذي، وهو خبر عن ما، والجملة في موضع نصب بأروني، وأروني معلقة عن العمل لفظاً لأجل الاستفام.
وقال الزجاج: المعنى: ولقد آتينا لقمان الحكمة﴿خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ﴾ لأن يشكر الله، فجعلها مصدرية، لا تفسيرية. وحكى سيبويه: كتبت إليه بأن قم.
﴿وهو يعظه﴾: جملة حالية.
انتصب على الحال. وقيل: وهناً على وهن﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً﴾: نطفة ثم علقة، فعلى هذا يكون حالاً من الضمير المنصوب في حملته، وهو الولد.
و﴿أن اشكر﴾ في موضع نصب، على قول الزجاج. وقال النحاس: الأجود أن تكون مفسرة.
وانتصب ﴿معروفاً﴾ على أنه صفة لمصدر محذوف، أي صحاباً، أو مصاحباً معروفاً وعشرة جميلة، وهو إطعامهما وكسوتهما وعدم جفائهما وانتهارهما، وعيادتما إذا مرضا، ومواراتهما إذا ماتا.
﴿يا بني إنها إن تك﴾، والظاهر أن الضمير في إنها ضمير القصة. وقرأ نافع: مثقال، بالرفع على ﴿إن تك﴾ تامة، وهي قراءة الأعرج وأبي جعفر، وأخبر عن مثقال، وهو مذكر، إخبار المؤنث، لأضافته إلى مؤنث، وكأنه قال: إن تك زنة حبة؛ وباقي السبعة: بالنصب على ﴿إن تك﴾ ناقصة، واسمها ضمير يفهم من سياق الكلام تقديره: هي، أي التي سألت عنها. وكان فيما روي قد سأل لقمان ابنه: أرأيت الحبة تقع في مغاص البحر؟ أيعلمها الله؟ فيكون الضمير ضمير جوهر لا ضمير عرض، ويؤيده قوله: ﴿إن تك مثقال حبة﴾.


الصفحة التالية
Icon