رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً * يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ}: أفعل التفضيل.
﴿
مسطوراً﴾
: أي مثبتاً بالأسطار، وهذه الجملة مستأنفة كالخاتمة.
واللام في ﴿ليسأل﴾، قيل: يحتمل أن تكون لام الصيرورة، أي أخذ الميثاق على الأنبياء ليصير الأمر إلى كذا. والظاهر أنها لام كي، أي بعثنا الرسل وأخذنا عليهم المواثيق في التبليغ، لكي يجعل الله خلقه فرقتين: فرقة يسألها عن صدقها على معنى إقامة الحجة، فتجيب بأنها قد صدقت الله في إيمانها وجميع أفعالها، فيثيبها على ذلك؛ وفرقة كفرت، فينالها ما أعد لها من العذاب. فالصادقون على هذا المسئولون هم: المؤمنون. والهاء في ﴿صدقهم﴾ عائدة عليهم، ومفعول ﴿صدقهم﴾ محذوف تقديره: عن صدقهم عهده. أو يكون ﴿صدقهم﴾ في معنى: تصديقهم، ومفعوله محذوف، أي عن تصديقهم الأنبياء.
﴿وأعد﴾: معطوف على أخذنا.
وإذ معمولة لنعمة، أي إنعامه عليكم وقت مجيء الجنود.
و﴿هنالك﴾: ظرف مكان للبعيد هذا أصله، فيحمل عليه، أي في ذلك المكان الذي وقع فيه الحصار والقتال ﴿ابتلي المؤمنون﴾، والعامل فيه ابتلي. وقال ابن عطية: ﴿هنالك﴾ ظرف زمان؛ قال: ومن قال إن العامل فيه ﴿وتظنون﴾، فليس قوله بالقوي، لأن البداءة ليست متمكنة.
وقرأ الجمهور: ﴿زلزالاً﴾، بكسر الزاي؛ والجحدري. وعيسى: بفتحها، وكذا: ﴿إذا زلزلت الأرض زلزالها﴾، ومصدر فعلل من المضاعف يجوز فيه الكسر والفتح نحو: قلقل قلقالاً. وقد يراد بالمفتوح معنى اسم الفاعل، فصلصال بمعنى مصلصل، فإن كان غير مضاعف، فما سمع منه على فعلان، مكسور الفاء نحو: سرهفه سرهافاً.


الصفحة التالية
Icon