وقرأ الجمهور ﴿عدد سنين﴾ على الإضافة و﴿كم﴾ في موضع نصب على ظرف الزمان وتمييزها عدد. وقرأ الأعمش والمفضل عن عاصم عدداً بالتنوين. فقال أبو الفضل الرازي صاحب كتاب اللوامح ﴿سنين﴾ نصب على الظرف والعدد مصدر أقيم مقام الأسم فهو نعت مقدم على المنعوت، ويجوز أن يكون معنى ﴿لبثتم﴾ عددتم فيكون نصب عدداً على المصدر و﴿سنين﴾ بدل منه انتهى.
وانتصب ﴿عبثاً﴾ على الحال أي عابثين أو على أنه مفعول من أجله.
وقرأ الأخوان ﴿لا تَرجعون﴾ مبنياً للفاعل، وباقي السبعة مبنياً للمفعول، والظاهر عطف ﴿وأنكم﴾ على ﴿أنما﴾ فهو داخل في الحسبان.
وقرأ أبان بن تغلب وابن محيصن وأبو جعفر وإسماعيل عن ابن كثير ﴿الكريم﴾ بالرفع صفة لرب العرش أو ﴿العرش﴾، ويكون معطوفاً على معنى المدح.
و﴿من﴾ شرطية والجواب ﴿فإنما﴾ و﴿لا برهان له به﴾ صفة لازمة لا للاحتراز من أن يكون ثم آخر يقوم عليه برهان فهي مؤكدة كقوله ﴿يطير بجناحيه ﴾ويجوز أن تكون جملة اعتراض إذ فيها تشديد وتأكيد فتكون لا موضع لها من الإعراب كقولك: من أساء إليك لا أحق بالإساءة منه، فأسيء إليه. ومن ذهب إلى أن جواب الشرط هو ﴿لا برهان له به﴾ هروباً من دليل الخطاب من أن يكون ثم داع له برهان فلا يصح لأنه يلزم منه حذف الفاء في جواب الشرط، ولا يجوز إلاّ في الشعر وقد خرجناه على الصفة اللازمة أو على الاعتراض وكلاهما تخريج صحيح.
خبر ﴿حسابه﴾ الظرف و﴿أنه﴾ استئناف.
سورة النور
أربع وستون آية مدنية