فهم أبو عبد الله الرازي من قوله: ﴿يطلبه حثيثاً﴾ أن النهار يطلب الليل، والليل سابقة. وفهم من قوله: ﴿ولا الليل سابق النهار﴾، أن الليل مسبوق لا سابق، فأورده سؤالاً. وقال: كيف يكون الليل سابقاً مسبوقاً؟ وأجاب بأن المراد من الليل هنا سلطان الليل، وهو القمر، وهو لا يسبق الشمس بالحركة اليومية السريعة. والمراد من الليل هناك نفس الليل، وكل واحد لما كان في عقب الآخر كان طالبه. انتهى. وعرض له هذا السؤال لكونه جعل الضمير الفاعل في يطلبه عائداً على النهار، وضمير المفعول عائداً على الليل. والظاهر جأن ضمير الفاعل عائد على ما هو الفاعل في المعنى وهو الليل، لأنه كان قبل دخول همزة النقل ﴿يغشى الليل النهار﴾، وضمير المفعول عائد على النهار، لأنه المفعول قبل النقل وبعده.
وانتصب ﴿رحمة﴾ على الاستثناء المفرغ للمفعول من أجله، أي لرحمة منا.
وجواب إذا محذوف يدل علىه ما بعده، أي أعرضوا.