واللام في لقد جواب قسم محذوف.
﴿يوم يرون الملائكة﴾ ﴿يوم﴾ منصوب باذكر وهو أقرب أو بفعل يدل عليه ﴿لا بشري﴾ أي يمنعون البشرى ولا يعمل فيه ﴿لا بشرى﴾ لأنه مصدر ولأنه منفي بلا التي لنفي الجنس لأنه لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وكذا الداخلة على الأسماء عاملة عمل ليس، ودخول ﴿لا﴾ على ﴿بشرى﴾ لانتفاء أنواع البشرى.
واحتمل ﴿بشرى﴾ أن يكون مبنياً مع ﴿لا﴾ واحتمل أن يكون في نية التنوين منصوب اللفظ، ومنع من الصرف للتأنيث اللازم فإن كان مبنياً مع ﴿لا﴾ احتمل أن يكون الخبر ﴿يومئذ وللمجرمين﴾ خبر بعد خبر أو نعت لبشرى، أو متعلق بما تعلق به الخبر، وأن يكون ﴿يومئذ﴾ صفة لبشرى، والخبر ﴿للمجرمين﴾ ويجيء خلاف سيبويه والأخفش هل الخبر لنفس ﴿لا﴾ أو الخبر للمبتدأ الذي هو مجموع ﴿لا﴾ وما بني معها؟ وإن كان في نية التنوين وهو معرب جاز أن يكون ﴿يومئذ﴾ معمولاً لبشرى، وأن يكون صفة، والخبر من الخبر. وأجاز أن يكون ﴿يومئذ﴾ و﴿للمجرمين﴾ خبر وجاز أن يكون ﴿يومئذ﴾ خبراً و﴿للمجرمين﴾ صفة، والخبر إذا كان الاسم ليس مبنياً لنفس لا بإجماع.
وقال الزمخشري: و﴿يومئذ﴾ للتكرير وتبعه أبو البقاء، ولا يجوز أن يكون تكريراً سواء أريد به التوكيد اللفظي أم أريد به البلد، لأن ﴿يوم﴾ منصوب بما تقدم ذكره من اذكر أو من يعدمون البشرى وما بعد ﴿لا﴾ العاملة في الاسم لا يعمل فيه ما قبلها وعلى تقديره يكون العامل فيه ما قبل إلاّ والظاهر عموم المجرمين فيندرج هؤلاء القائلون فيهم. قيل: ويجوز أن يكون من وضع الظاهر موضع الضمير، والظاهر أن الضمير في ﴿ويقولون﴾ عائد على القائلين لأن المحدث عنهم كانوا يطلبون نزول الملائكة، ثم إذا رأوهم كرهوا لقاءهم وفزعوا منهم لأنهم لا يلقونهم إلاّ بما يكرهون فقالوا عند رؤيتهم ما كانوا يقولونه عند لقاء العدو ونزول الشدة.
وذكر سيبويه ﴿حجراً﴾ في المصادر المنصوبة غير المتصرفة. وقال بعض الرجاز:


الصفحة التالية
Icon