وقال ابن عباس أيضاً: عائد على القرآن وإن لم يتقدم له ذكر لوضوح الأمر ويعضده ﴿وجاهدهم به ﴾لتوافق الضمائر، وعلى أنه للمطر يكون به للقرآن. وقال أبو مسلم: راجع إلى المطر والرياح والسحاب وسائر ما ذكر فيه من الأدلة.
﴿جِهَاداً﴾ مصدر وصف بكبيراً.
والظاهر أن ﴿حجراً محجوراً﴾ معطوف على ﴿برزخاً﴾ عطف المفعول على المفعول وكذا أعربه الحوفي، وعلى ما ذكره الزمخشري يكون ذلك على إضمار القول المجازي أي، ويقولان أي كل واحد منهما لصاحبه ﴿حجراً محجوراً﴾.
والظاهر أن ﴿الكافر﴾ اسم جنس فيعم.
والضمير في ﴿عليه﴾ عائد على التبشير والإنذار، أو على القرآن، أو على إبلاغ الرسالة أقوال. والظاهر في ﴿إلاّ من شاء﴾ أنه استثناء منقطع وقاله الجمهور.
واحتمل ﴿الذي﴾ أن يكون صفة للحي الذي لا يموت. ويتعين على قراءة زيد بن عليّ ﴿الرحمن﴾ بالجر وأما على قراءة الجمهور ﴿الرحمن﴾ بالرفع فإنه يحتمل أن يكون ﴿الذي﴾ صفة للحي و﴿الرحمن﴾ خبر مبتدأ محذوف. ويحتمل أن يكون ﴿الذي﴾ مبتدأ و﴿الرحمن﴾ خبره. وأن يكون ﴿الذي﴾ خبر مبتدأ محذوف، و﴿الرحمن﴾ صفة له. أو يكون ﴿الذي﴾ منصوباً على إضمار أعني ويجوز على مذهب الأخفش أن يكون ﴿الرحمن﴾ مبتدأ. و﴿فاسأل﴾ خبره تخريجه على حد قول الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم
وجوزوا أيضاً في ﴿الرحمن﴾ أن يكون بدلاً من الضمير المستكن في ﴿استوى﴾. والظاهر تعلق به بقوله ﴿فاسال﴾ وبقاء الباء غير مضمنة معنى عن.
وإن جعلت ﴿به﴾ متعلقاً بخبيراً كان المعنى ﴿فاسأل﴾ عن الله الخبراء به.
وقال الزمخشري: الباء في ﴿به﴾ صلة سل كقوله ﴿سأل سائل بعذاب ﴾كما يكون عن صلته في نحو ﴿ثم التسألن يومئذ عن النعيم ﴾أو صلة ﴿خبيراً﴾ به فتجعل ﴿خبيراً﴾ مفعولاً.
ومفعول ﴿تأمرنا﴾ الثاني محذوف لدلالة الكلام عليه تقديره يأمرنا سجوده نحو قولهم: أمرتك الخير.


الصفحة التالية
Icon