سورة الشورى
ثلاث وخمسون آية مكية
وقرأ الجمهور: يوحي مبنياً للفاعل؛ وأبو حيوة، والأعشى عن أبي بكر، وأبان: نوحي بنون العظمة؛ ومجاهد، وابن وكثير، وعباس، ومحبوب، كلاهما عن أبي عمرو: يوحي مبنياً للمفعول؛ والله مرفوع بمضمر تقديره أوحي، أو بالابتداء، التقدير: الله العزيز الحكيم الموحي؛ وعلى قراءة نوحي بالنون، يكون الله العزيز الحكيم مبتدأ وخبراً. ويوحي، إما في معنى أوجب حتى ينتظم قوله: ﴿وإلى الذين من قبلك﴾، أو يقرأ على موضوعه، ويضمر عامل يتعلق به إلى الذين تقديره: وأوحي إلى الذين من قبلك.
والظاهر أن ﴿قرآناً﴾ مفعول ﴿أوحينا﴾. وقال الزمخشري: الكاف مفعول به، أي أوحيناه إليك.
فاستعمل الكاف اسماً في الكلام، وهو مذهب الأخفش. ﴿لتنذر أم القرى﴾: مكة، أي أهل جم القرى، وكذلك المفعول الأول محذوف، والثاني هو: ﴿يوم الجمع﴾.
وقرأ الجمهور: ﴿فريق﴾ بالرفع فيهما، أي هم فريق أو منهم فريق. وقرأ زيد بن عليّ بنصبهما، أي افترقوا، فريقاً في كذا، وفريقاً في كذا.
وقال الزمخشري: في قوله: ﴿فالله هو الولي﴾، والفاء في قوله: ﴿فالله هو الولي﴾ جواب شرط مقدر، كأنه قيل: بعد إنكار كل ولي سواه، وإن أراد وأوليا بحق، فالله هو الولي بالحق، لا ولي سواه. انتهى. ولا حاجة إلى تقدير شرط محذوف، والكلام يتم بدونه.
وقرأ الجمهور: ﴿فاطر﴾ بالرفع، أي هو فاطر، أو خبر بعد خبر كقوله: ﴿ذلكم﴾. وقرأ زيد بن عليّ: فاطر بالجر، صفة لقوله: ﴿إلى لله﴾، والجملة بعدها اعتراض بين الصفة والموصوف.
وما ذهب إليه الطبري وغيره من أن مثلاً زائدة للتوكيد كالكاف في قوله:
فأصبحت مثل كعصف مأكول
وقوله:
وصاليات ككما يؤثفين
ليس بجيد، لأن مثلاً اسم، والأسماء لا تزاد، بخلاف الكاف، فإنها حرف، فتصلح للزيادة.


الصفحة التالية
Icon