وشاهد ومشهود: هذان منكران، وينبغي حملهما على العموم لقوله: ﴿علمت نفس ما أحضرت﴾، وإن كان اللفظ لا يقتضيه، لكن المعنى يقتضيه، إذ لا يقسم بنكرة ولا يدري من هي. فإذا لوحظ فيها معنى العموم، اندرج فيها المعرفة فحسن القسم. وكذا ينبغي أن يحمل ما جاء من هذا النوع نكرة، كقوله: ﴿والطور وكتاب مسطور﴾، ولأنه إذا حمل ﴿وكتاب مسطور﴾ على العموم دخل فيه معنيان: الكتب الإلهية، كالتوراة والإنجيل والقرآن، فيحسن إذ ذاك القسم به. وجواب القسم قيل محذوف، فقيل: لتبعثن ونحوه. وقال الزمخشري: يدل عليه ﴿قتل أصحاب الأخدود﴾. وقيل: الجواب مذكور فقيل: ﴿إن الذين فتنوا﴾. وقال المبرد: ﴿إن بطش ربك لشديد﴾. وقيل: قتل وهذا نختاره وحذفت اللام أي لقتل، وحسن حذفها كما حسن في قوله: ﴿والشمس وضحاها﴾، ثم قال: ﴿قد أفلح من زكاها﴾، أي لقد أفلح من زكاها.
وإذا كان ﴿قتل﴾ جواباً للقسم، فهي جملة خبرية، وقيل: دعاء، فكون الجواب غيرها. وقرأ الحسن وابن مقسم بالتشديد، والجمهور بالتخفيف.
وقرأ الجمهور: ﴿النار﴾ بالجر، وهو بدل اشتمال، أو بدل كل من كل على تقدير محذوف، أي أخدود النار. وقرأ قوم النار بالرفع. قيل: وعلى معنى قتلهم.
وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد وابن وثاب والأعمش والمفضل عن عاصم والأخوان: ﴿المجيد﴾ بخفض الدال، صفة للعرش، ومن قرأ: ذي العرش بالياء، جاز أن يكون المجيد بالخفض صفة لذي، والأحسن جعل هذه المرفوعات أخباراً عن هو، فيكون ﴿فعال﴾خبراً. ويجوز أن يكون ﴿الودود ذو العرش﴾ صفتين للغفور، و﴿فعال﴾ خبر مبتدأ وأتى بصيغة فعال لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة.
قرأ الجمهور: ﴿ذو﴾ بالواو وابن عامر في رواية: ذي بالياء صفة لربك.
وقرأ الجمهور: ﴿قرآن مجيد﴾: موصوف وصفة. وقرأ ابن السميفع: ﴿قرآن مجيد﴾ بالإضافة.
وقرأ الأعرج وزيد بن علي وابن محيصن ونافع بخلاف عنه: محفوظ بالرفع صفة لقرآن.
سورة الطارق
سبع عشرة آية مكية


الصفحة التالية
Icon