والأسباب التي ذكرتها والأمثلة التي أوردتها ما هي إلا بيان وإيضاح وليس علي سبيل الحصر والاستقصاء وإنما أوردتها لنتعرف من خلالها علي طبيعة هذا الاختلاف وحدوده ومعالمه.
وفي هذا البحث تناولت مفهوم الاختلاف المذموم " اختلاف التضاد " وذكرت أسبابه وأوردت نماذج له، وبينت ضوابط التعامل معه، ثم عقبت ذلك ببيان أسباب الاختلاف المحمود اختلاف التنوع وذكر أمثلته وضوابطه.
وبعد فهذا البحث المتواضع ما هو إلا خطوة على هذا الطريق الذي أقامنا الله عليه أسأل الله تعالى أن ينفع به وأن أنتفع من توجيهات أساتذتي وزملائي، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
أحمد محمد الشرقاوي سالم
أستاذ مساعد بجامعة الأزهر
القصيم عنيزة ١٤٢٥هـ
Sharkawe٢٠٠٠@yahoo.com
sharkawe@alquran.org.sa
اختلاف المفسرين
مفهومه
الاختلاف لغة ضد الاتفاق
والاختلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر في حاله أو قوله.(١)
ولقد ذكر بعض العلماء فروقا بين الاختلاف والخلاف ؛ منها أن الخلاف أعم من الضد لأن كل ضدين مختلفين، وليس كل مختلفين ضدين (٢).
والاختلاف يستند إلي دليل، أما الخلاف فإنه لا يستند إلي دليل.
وفي الاختلاف يكون الطريق مختلفا والمقصود واحدا، أما الخلاف فكلاهما مختلف. (٣)
وقال بعضهم : الاختلاف يستعمل في قول بُني علي دليل، والخلاف فيما لا دليل عليه (٤)
والذي أراه أن الاختلاف قد يراد به اختلاف التنوع وقد يراد به اختلاف التضاد وكذلك الخلاف قد يرد لأحد المعنيين.
من ذلك قول الشاعر
وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلافا له حظ من النظر
أنواعه

(١) - يراجع المصباح المنير ١ / ١٧٩ و المفردات للراغب ص ١٥٦
(٢) - المرجع السابق ص ١٥٦
(٣) - الكليات لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي ت ١٠٩٤هـ ص ٦١
(٤) - القاموس المبين في اصطلاحات الأصوليين للدكتور محمود حامد عثمان ص ٢٧


الصفحة التالية
Icon