مثاله : من يرمز إلى القلب القاسي بفرعون، فيقول قال الله تعالى في سورة النازعات ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَي {٢٤﴾ } ويشير إلي قلبه ويوميء إلى أنه المراد بفرعون وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الحسنة تحسينا للكلام وترغيبا للمستمع وإثارة له وهو ممنوع لمخالفته لظواهر النصوص ومقاصدها.
ومن ذلك أيضا ما ورد في تفسير سهل التستري في تفسير قوله تعالى ﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ﴾ ﴿٣٥﴾ البقرة} حيث نفى المعنى الأصيل الذي يدل عليه ظاهر النص وأثبت معنى آخر ليس في النص أي دلالة عليه فقال :" لم يرد الله معنى الأكل في الحقيقة، وإنما أراد معنى مساكنة الهمة لغيره ". (١)
ومن أسباب الخلاف أيضا أن يكون اللفظ دالا على أكثر من معنى في الحقيقة فهو مشترك لفظي، فيصرفه المفسر عن المعنى الذي يدل عليه السياق إلى معنى آخر لا يتناسب مع السياق : وذلك كتفسير الكتاب في قوله تعالى ﴿ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَي رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ {٣٨﴾ } سورة الأنعام علي أنه القرآن الكريم علما بأن السياق في اللوح المحفوظ ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَي رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ {٣٨﴾ } سورة الأنعام.
و بدليل قوله تعالى في نفس السورة ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ ﴿٥٩﴾}