ـ يلاحظ عليه أنه في نقله أقوال هؤلاء العلماء وغيرهم لا يعترض عليهم ولا يرجح بين أقوالهم عند الاختلاف بل يكتفي بحكاية الخلاف عنهم.
...... ـ على الرغم من أنه سلك مسلكا جديدا في كتابه غريب القرآن، وهو ترتيبه على حروف المعجم، إلا أنه لم يستفد من هذا النظام الألفبي في ترتيب ما ورد في أقسام كتابه هذا، فلو أنه رتبه وفق هذا النظام، لكان كتابه أكثر نفعا، وأيسر استعمالا للقارئ ٠
ـ يلاحظ على ابن عزير التكرار، فتراه عند الحديث عن اسم من أسماء الله الحسنى يعيد القول أكثر من مرة، وربما ظن أن مثل هذا الأمر يرسخ المعنى لدى القارئ ٠
ـ لم يكن ابن عزير على درجة من الفقه، مما أوقعه في بعض الهفوات، وذلك مثل حديثه عن خال الرجل، عندما جعل خال الرجل محرما لأهله، وهذا ما لم يجزه مذهب من مذاهب المسلمين ٠
ـ ويؤخذ على ابن عزير أنه لم يكن بصيرا بقواعد النحو، وبخاصة عند كتابته للعدد، وقد حاولنا أن نلتمس له عذرا، ونجعل مثل هذه الأخطاء مرجعها جهل الناسخ، ولكن كثرتها جعلتنا نقلل من هذا الاحتمال، وليست الأخطاء في كتابة العدد وحسب، بل تعدته إلى أخطاء نحوية أخرى، وقد أشرنا إلى بعضها في الحواشي ٠
ـ أسلوب ابن عزير أسلوب واضح مشرق، ولكنك تجده في النادر يتحدث بأسلوب الفلاسفة، وأهل المنطق، وذلك مثل كلامه على اسم الله الأعظم ( الدائم ) ولعل مرجع هذا الأمر النقل عن كتب الآخرين ٠
ـ نقل ابن عزير نصوصا كثيرة لعدد كبير من العلماء دون إشارة إلى ذلك ٠
ـ لم يكن ابن عزير دقيقا في نقله عن الكتب، ولم يلتزم بما هو مكتوب في تلك الكتب، وكثيرا ما كان يختصر القول، وربما غير بعض ألفاظه ٠
... ولكن هذه المآخذ لا تنقص من أهمية الكتاب، فسبحان من له الكمال، فما من مؤلف يكتب كتابا في يومه إلاّ قال في غده : لو زيد هذا لكان أحسن، ولو حذف هذا لكان يستحسن، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر ٠


الصفحة التالية
Icon