كان أديبا فاضلا متواضعا، أخذ عن أبي بكر ابن الأنباري (١) رحمه الله، وصنف كتاب تفسيرغريب القرآن على حروف المعجم، والذي عُرف ب ( نزهة القلوب وفرحة المكروب في تفسير كلام علاّم الغيوب )، وهو كتاب مشهور، فجوَّده، ويقال إنه صنفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه ابن الأنباري، ويصلح فيه مواضع، ورواه عنه ابن حسنون وغيره، وكانت بغداد دار إقامته، ومات سنة ٣٣٠هـ ٠

(١) أبو بكر ابن الأنباري : أبو بكر محمد بن أبي محمد القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة ابن فروة بن قطن بن دعامة الأنباري النحوي صاحب التصانيف في النحو والأدب؛ كان علامة وقته في الآداب وأكثر الناس حفظا لها، وكان صدوقا ثقة دينا خيرا من أهل السنة، وصنف كتبا كثيرة في علوم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة وكتاب الزاهر، وكتاب الهاءات، وكتاب الأضداد وكتاب الجاهليات، والمذكر والمؤنث ما عمل احد أتم منه، ورسالة المشكل رد فيها على ابن قتيبة وأبي حاتم. كتب عنه وأبوه حي، وكان يملي ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى، وكانت ولادته يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين. وتوفي ليلة عيد النحر سنة ثمان وعشرين، وقيل سنة سبع وعشرين وثلثمائة. وفيات الأعيان ٤/٣٤١ ـ ٣٤٣


الصفحة التالية
Icon