... وروى حماد بن زيد عن ابن عون (١) عن ابن سيرين (٢)، قال : قال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه : كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم غيره، فجاء الله بالإسلام، فلما كانت الفتوح، واطمأنت العرب بالأمصار، وراجعوا رواية الشعر لم يؤولوا إلى ديوان مدوَّن، ولا كتاب مكتوب، وألفَوْا ذلك وقد هلك مِن العرب مَن هلك بالموت والقتل، فحفظوا بعضا، وذهب عنهم كثير منه (٣) ٠

(١) الحافظ المزني عبد الله بن عون أرطبان أبو عون المزني، مولاهم، البصري الحافظ. أحد الأئمة الأعلام. قال خالد بن قرة: كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون. قال شعبة: شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره! وروى حماد بن زيد عن محمد بن فضالة قال: رأيت النبي ﷺ في النوم فقال: زوروا ابن عون فإنه يحب الله ورسوله. وكانت بعض أسنانه مشدودةً بالذهب، وكان يمكنه السماع من طائفةٍ من الصحابة، وكان ثقةً كثير الحديث عثمانياً. وقيل إن أمه نادته فعلا صوتها فخاف فأعتق رقبتين. وترجمته في تاريخ دمشق عشرون ورقة. ومولده سنة ستٍ وستين، وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائة. الوافي بالوفيات ٥/٤٥٠ / المكتبة الشاملة
(٢) أبو بكر محمد بن سيرين البصري، كان أبوه عبدا لأنس بن مالك، رضي الله عنه، كاتبه على أربعين ألف درهم، وقيل عشرين ألفا، وأدى المكاتبة. وكان من سبي ميسان، ويقال من سبي عين التمر. وكان أبوه سيرين من أهل جرجرايا، كان صاحب الحسن البصري ثم تهاجرا في آخر الأمر، فلما مات الحسن لم يشهد ابن سيرين جنازته. وكان الشعبي يقول: عليكم بذلك الرجل الأصم، يعني ابن سيرين، لأنه كان في أذنيه صمم. وكانت له اليد الطولى في تعبير الرؤيا. وكانت ولادته لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وتوفي تاسع شوال يوم الجمعة سنة عشر ومائة بالبصرة، بعد الحسن البصري بمائة يوم، رضي الله عنهما٠ وفيات الأعيان ٤/١٨١ ـ١٨٣
(٣) طبقات ابن سلام، ص ٣٤


الصفحة التالية
Icon