وروى أبو عبيدة بإسناد له عن عِكْرِمَة (١)، قال : رأيت ابن عباس وعنده نافع بن الأزرق (٢)، وهو يسأله، ويطلب منه الاحتجاج باللغة، فسأله عن قول الله [ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ] (٣) فقال : وما جمع، ألم تسمع إلى قول الشاعر :(الرجز)

(١) أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله مولى عبد الله بن عباس، أصله من البربر من أهل المغرب، كان لحصين بن الحر العنبري، فوهبه لابن عباس، حين ولي البصرة لعلي بن أبي طالب، واجتهد ابن عباس في تعليمه القرآن والسنن وسماه بأسماء العرب. حدث عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري والحسن بن علي وعائشة، وهو أحد فقهاء مكة وتابعيها ؛ وروى عن جماعة من الصحابة، وروى عنه الزهري وعمرو بن دينار والشعبي وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم. ومات مولاه ابن عباس وعكرمة على الرق ولم يعتقه، فباعه ولده علي بن عبد الله بن عباس من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فأتى عكرمة مولاه علياً، فقال له: ما خير لك، بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار، فاستقاله وأقاله وأعتقه. وتوفي عكرمة في سنة سبع ومائة، وقيل سنة ست، وقيل سنة أربع، وقيل سنة خمس، وقيل سنة خمس عشرة، وعمره ثمانون، وقيل أربع وثمانون سنة. وفيات الأعيان ٣/٢٦٥ ـ ٢٦٦
(٢) نافع بن الأزرق الحنفي : هو الذي تنسب إليه فرقة الأزارقة من الخوارج، وهم الذين يرون أن من أقام من المسلمين في دار الكفر فهو كافر يحل قتله، وقتل أولاده ونسائه، وكان نافع شجاعا مقداما، وله مع عبد الله بن عباس ابن عمّ الرسول ﷺ مسائل كثيرة في أشياء من غريب القرآن، فسرها له ابن عباس، واستشهد عليها بأبيات من شعر العرب، وقتل ابن الأزرق في الوقيعة بين أهل البصرة والخوارج بدولاب سنة خمس وستين من الهجرة ٠ الأوائل، ص ٥٩٩ / الموسوعة الشعرية
(٣) الانشقاق ١٧


الصفحة التالية
Icon