الغفور : ومن صفاته الغفور، يقال غفور وغفّار وغافر، ثلاث لغات، وهي من المغفرة، والمغفرة الستر، كأنه يستر ذنوب العباد إذا رضي عنهم، فلا يكشفها للخلائق، ويقال : غفر غفرا، ومنه قيل : اللهم غفراً، ويقال : لجُنة الرأس مِغفر لأنه يغطي الرأس ويستره، فالغفور على وزن فَعُول، يعني أن من شأنه أن يغفر الذنوب، كما يقال فلان صدوق أي من شأنه الصدق، والغفّار هو الذي يغفر ذنبا بعد ذنب، كأنه يغفر ذنوبا كثيرة، مرة بعد مرة، وهو على وزن فعّال، كما يقال : رجل قتّال، والتشديد يدل على التكرير، وأما الغافر فإنه بالإضافة / يقال: ٢١أ غافر الذنب، قال الله تعالى :[ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ] (١) وهو على وزن فاعل كما تقول : قاتل الرجل، والتخفيف يدل على التقليل، وقال بعض أهل العلم : قيل له غفّار لأنه خلق المغفرة لرحمته لخلقه، ولم ير أحدا أقدر على المجازاة بالذنب منه، فغفر الذنب، فلذلك قيل له غفّار ٠
مالِك ومَلِك ومليك : ومن صفاته تعالى المَلك والمالِك والمليك، وقد جاء بها القرآن وهي مشتقة كلها من المِلك والمُلك، ويقال له مالك كل شيء، ولا يقال مِلك كل شيء، إنما يقال : مَلِك الناس، فمالك أوسع وأجمع، فالله تعالى المَلك الحق، الذي لا يموت، ولا يُسلب ملكه، له الملك الدائم، لم يزل، ولا يزال، وكل مَلِكٍ سواه فهو جعله مَلِكا بعد أن لم يكن، وهو يسلبه ملكه بموت أو غيره، قال الله تعالى :[ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ ] (٢) الآية، وقال أبو عبيد (٣) :

(١) غافر ٣
(٢) آل عمران ٢٦
(٣) القاسم بن سلام أبو عبيد : كان أبوه رومياً مملوكاً لرجل من أهل هراة، وكان أبو عبيد إمام أهل عصره في كل فن من العلم، ومات سنة
ثلاث وعشرين ومائتين، أو أربع وعشرين ومائتين أيام المعتصم بمكة، وكان قصدها مجاوراً في سنة أربع عشرة ومائتين، وأقام بها حتى مات عن سبع وستين سنة، وأخذ أبو عبيد عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي وأبي محمد اليزيدي وغيرهم من البصريين، وأخذ عن ابن الأعرابي، وأبي زياد الكلابي، ويحيى بن سعيد الأموي، وأبي عمرو الشيباني، والفراء، والكسائي من الكوفيين، وروى الناس من كتبه المصنفة نيفاً وعشرين كتاباً في القرآن والفقه واللغة والحديث ٠ معجم الأدباء ١٦/٢٥٥ ـ ٢٦١


الصفحة التالية
Icon