( كان الرجل منّا إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا ) أي عظم، والجَد سُمّي ٢٣أ
جَدًا لأنه علا في الأبوة، وصار معظما مبجلا، والجدّ البخت أيضا ٠
الشكور الحميد : ومن صفاته الشكور الحميد، فالشكور بمعنى الشاكر، وبمعنى مشكور، وكذلك الحميد بمعنى حامد، ومعنى محمود، وحَمْدُ الله هو الثناء عليه بصفاته الحسنى، وشكره الثناء عليه بنعمه، يقال : حمدت الرجل إذا أثنيت عليه بصفاته بكرم أو حسب أو شجاعة، وغير ذلك، وشكرته إذا أثنيت عليه بمعروف أو لاكةٍ (١)، أو خبر فعله بك، ومن شكر فقد حمد ؛ لأن الشكر يجمع الحمد والشكر جميعا، فإذا شكرت الرجل لمعروف أو لاكةٍ، فقد وصفته بالسخاء والكرم، وهو حمد، وليس كل من وصف رجلا بالسخاء والكرم من غير أن يصطنع إليه يكون قد شكره، وأصل الشكر إظهار النعمة، والحديث بها، قال الله تعالى :[ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ] (٢) والشكور من الناس الذي يرضى بالقليل من العطاء، يقال : فلان شكور إذا كان يقنعه القليل، ومن ذلك يقال لمن قدر عليه الرزق: اشكر الله، أي اقنع بالقليل، ويقال : دابة شكور إذا كانت تسمن على القليل من العلف، فكأن الله سمّى نفسه شكورا لأنه يرضى من عباده بالقليل من العبادة ٠
(٢) الضحى ١١