يعني إذا كان في صدره هَمٌّ، أثاره ذلك الهم للأمر الذي يهتم فيه، فقيل لله تعالى : باعث، كأنه يبعث الخلائق بعد الموت، أي يثيرهم من القبور، وينهضهم من مضاجعهم، قال الله تعالى :[ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ] (١) ولذلك قيل ليوم القيامة : يوم البعث ٠ ويكون أيضا الباعث مأخوذ من بعث الأنبياء والرسل إلى الناس، أي أثارهم من بينهم بالرسالة، وأنهضهم كأنهم كانوا ساكنين بين الناس، فلما أوحى إليهم ثاروا من بينهم، فكأن الله أثارهم، قال الله تعالى :[ فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ] (٢) أي أثارهم من بين القبائل والشعوب، بعد أن لم يعرفوا قبل ذلك بشيء منه، والمعنيان صحيحان جائزان في صفات الله عزّ وجلّ ٠
(١) يس ٥٢
(٢) البقرة ٢١٣
(٢) البقرة ٢١٣