فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن أبيت فإن عليك إثم الأريسييّن. ؟ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران (آية: ٦٤) ))(١).
إن دعوة الناس بالقرآن ؛ سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، وسواء أكانوا من عامة الناس أو من ملوكهم ليؤثر في نفوسهم أشد التأثير ؛ فهذا النجاشي(٢) لم يملك نفسه عند سماع آيات القرآن حتى بكى وخضع من تأثره به.
٢ - وللقرآن الكريم أثر بالغ في قلوب أعدائه وخصومه، فانظروا إلى تلكم الآيات التي قرأها الرسول - ﷺ - على عتبة بن ربيعة من أوائل سورة فصلت إلى قوله : ؟ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) فصلت(آية: ١٣)، فأوقفه عتبة من شدة ما تأثر به، حتى قال لأصحابه : خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ؛ فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ.
فقالوا له : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه(٣).
وهكذا من يسمع الآيات من القرآن يخلع قلبه ويقلق، وما منع هؤلاء من الاستجابة إلا الكبر والعناد، ولأنهم يعلمون ما يصيبهم عند سماع القرآن من تأثير وإحساس بالغ، لهذا قال الله تعالى عنهم : ؟ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)فصلت (آية: ٢٦).

(١) صحيح البخاري، كتاب التفسير، حديث (٤٥٥٣).
(٢) ملك الحبشة، كان رجلاً صالحًا، وعالمًا عادلاً، اسمه : أصحمة بن أبجر، توفي سنة ٩هـ.
السيرة، لابن كثير.
(٣) البداية النهاية لابن كثير ٣/٢٧٣.


الصفحة التالية
Icon