٣ - ومن الأسباب أيضًا : القيام بالقرآن وخلوه به في صلاته، ووقوفه بين يديه، لقوله تعالى : ؟ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) الاسراء(آية: ٧٩)، وقوله : ؟ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) الزمر(آية: ٩)، فاجتماع القرآن مع الصلاة ينتج عنه حياة القلب، وصحته، وقوته، وخاصة إذا فرغ قلبه عن كل الشواغل والصوارف التي تصرفه عن تدبر الآيات ؛ فإنه سيحصل له بإذن الله التأثر الواضح، والانتفاع البين(١).
فهذه بعض الأسباب المعينة على تدبر القرآن، إذا أخذ بها القارئ، واستمر عليها دائمًا عند قراءته ؛ فإنه سيستقيم بإذن الله، ويداوم على الأعمال التي يحبها الله ويرضاها، ويجتنب كل ما يبغضه الله من الأعمال ويكرهه.
قال تعالى : ؟ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ) البقرة(آية: ١٢١)، وحق تلاوته هو الفهم للقرآن وتدبره، والتأثر به، واتباعه، وإقامته، والاعتصام به، والثبات عليه، وأخذه بقوة، وتبليغه للناس، وتبيينه لهم، والتأدب معه، والعمل به.
خاتمة:
لقد توصلت في هذا البحث المتواضع إلى عدة نتائج مهمة يمكن تلخيصها فيما يلي:
أن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود، مُنزل غير مخلوق، أفضل كتب الله على الإطلاق.
أن متعلم القرآن ومعلمه خير الناس.
أن القرآن كتاب هداية وشفاء وشفاعة لأهله.
الأثر البالغ في النفس وذلك بحسب إيمان العبد بهذا القرآن وعمله به فالأثر يتفاوت من قاريء لأخر.
كان هذا القرآن خُلُق الرسول - ﷺ - يتخلق به في أحواله وأموره ويتأدب بآدابه.
وجوب تدبر القرآن الكريم واستحضاره لأجل التطبيق لأحكامه والعمل بمقتضى ذلك.

(١) مفاتيح تدبر القرآن، د. خالد اللاحم.


الصفحة التالية
Icon