ولقد أيد الله رسوله - ﷺ - بالقرآن، وأمره أن يدعو به، ويعتمد عليه ؛ لأن له تأثيرًا عظيمًا في النفوس، ومن تلكم الآيات التي تبين الآثار الدنيوية والأخروية لمن تأمل وتدبر هذه الآيات :
١ - قال تعالى : ؟ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) الأعراف(آية: ٢)، فهو خطاب من الله لرسوله - ﷺ -؛ لينذر الكافرين بالقرآن، ويذكر به المؤمنين ؛ لأنهم هم المنتفعون بهديه، والمتأثرون به، ولأنه حوى كل ما يحتاج إليه العباد في الدنيا والآخرة، فعلى من دعا الناس بالقرآن أن لا يكون في صدره حرج وضيق، وشك واشتباه ؛ لأنه كتاب الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلينشرح به صدره، ولتطمئن به نفسه، وليصدع بأوامره ونواهيه، ولا يخشى لائمًا أو معارضًا.
٢ - وقوله تعالى : ؟ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) الاسراء (آية: ١٠٦)
أنزل الله - عز وجل - القرآن الكريم على رسوله - ﷺ - مفرقًا على حسب الوقائع والأحداث ؛ ليقرأه على الناس ويبلغهم إياه على مهل ؛ ليدبروا آياته، ويؤمنوا به، وكذلك ينبغي على كل من يبلغ الاقتداء برسول الله - ﷺ -، ويدعوهم إليه على مهل ؛ ليتأثروا بما فيه من حكم ومنافع.