إن السجين الصادق الإيمان التائب من ذنبه لا يشعر بالقلق الناشئ عن الإحساس بالذنب وهو ما يعاني منه الكثير من المذنبين غير التائبين
ذلك أن المؤمن الحق إذا اخطأ، فإنه لا يلبث أن يتذكر خطأه ويعترف به ويستغفر الله تعالى على ما ارتكب من خطأ ويتوب إليه، و يعلم أن الله تعالى يقبل التوبة ويغفر الذنوب. (١)
﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ #¹نûqك™ أَوْ ِNد=ّàtƒ نَفْسَهُ ثُمَّ حچدےَّtGَ،o" اللَّهَ د‰إftƒ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (١١٠) ﴾ [النساء: ١١٠].
﴿ 'دoTخ)ur لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ $[sد="|¹ ثُمَّ اهْتَدَى (٨٢) ﴾
[طه: ٨٢].
﴿ * قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) ﴾ [الزمر: ٥٣].
إن عدم اعتراف السجين بذنبه واستغفاره الله سبحانه وتعالى، وتأجيل توبته إليه كلها أمور تحول دون محاولة إقصاء فكرة الذنب عن ذهنه تخلصا مما تسببه له من ألم نفسي وإن محاولة إقصاء فكرة الذنب عن الذهن تؤدي في النهاية إلى الكبت اللاشعوري لفكرة الذنب وهي الشعور بالدونية وهذا يسبب له كثيرا من التوتر النفسي وبالتالي الإصابة بالأمراض النفسية المؤلمة.
ولهذا كان تذكر السجين لذنوبه واعترافه بها واستغفاره لله سبحانه وتعالى عن ارتكابه لها وتوبته إليه إنما يعمل على وقايته من الكبت اللاشعوري للإحساس بالذنب الذي يسبب القلق ونشوء أعراض الأمراض النفسية. (٢)
وهذا ما ينجو منه السجين الذي يعتني بكتاب الله عزوجل تعلماً وحفظاً وتدبراً وفهماً تتكون لديه رغبة في إصلاح نفسه ومجتمعه خاصةً اذا فقه حرص الشريعة على مكافحة الجريمة ويؤكد ذلك نصوص كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى:

(١) الإيمان والحياة ص ١١٩-١٢١/ يوسف القرضاوي / مرجع سابق.
(٢) أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي/ ص ١٤٦.


الصفحة التالية
Icon