وإما حديث عن كتب الله المنزلة على أنبيائه ورسله، وما فيها من عبر وعظات وحكم وآيات.
وإما حديث عن الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، ومواقفهم مع قومهم وصبرهم عليهم...
وإما حديث عن اليوم الآخر، وما فيه من نعيم وعذاب، وجنة ونار....
وما يواجه المسلم في حياته من أقدار ومصائب ومكاره وهل يصبر وهل يرضى بقضاء الله وقدره.
إن المؤمن الذي يقرأ القرآن وهو يتلمس هذه الجوانب العظيمة والمعاني السامية، ليعلو إيمانه أيما علو، ويرتفع يقينه أيما ارتفاع، وتظهر آثار ذلك الإيمان، وعلامات ذلك اليقين في سلوكه وخلقه وحياته.
ولذلك سنقف مع نماذج من الآيات التي تكلمت عن هذه الأركان الستة وشيء من معانيها والأثر الذي ينبغي أن تتركه في نفس قارئها وفي سلوكه، كل ذلك بشيء من الإيجاز.
أولاً: الإيمان بالله (بربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته):
والآيات التي تصف الله بأنه وحده خالق الخلق، ورازقهم ومحييهم ومميتهم ونافعهم وضارهم ومجيب دعوة مضطرهم والقادر عليهم ومعطيهم ومانعهم سبحانه وتعالى.
وتصفه أيضاً بأنه هو الإله الحق، ولا إله غيره، وأنه المستحق للعبادة وحده، محبة وخوفاً ورجاءاً ودعاءً وتوكلاً وتذللاً وخضوعاً، وسائر أنواع العبادة.
وتصفه أيضاً بأنه سبحانه متصف بجميع صفات الكمال، ومنزه من جميع صفات النقص(٢١).
تلك الآيات كثيرة جداً (وغالب سور القرآن متضمنه لنوعي التوحيد، بل كل سورة في القرآن، فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري.
وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي.
وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته، فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته وإما خبر عن إكرامه لأهل توحيده، وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء توحيده.