يجب على المؤمن أن يؤمن أن الله تعالى عالم ما الخلق عاملون وعالم بجميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ويؤمن أن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ (الحج: ٧٠)، ويؤمن أيضاً بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا يكون في ملك الله إلا ما يريد.
ويؤمن أيضاً أن الله خالق أفعال العباد، والعباد فاعلون أفعالهم.
يقول تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ (الإنسان: ٣٠).
ويقول تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ (الزمر: ٦٢)(٢٨).
وهذه مراتب القدر الأربع التي يجب على كل مؤمن أن يستيقنها، وآيات القرآن متوافرة على بيان هذا المعنى وتأصيله في النفوس المؤمنة: لتنعم تلك النفوس بنعمة الرضا في كل حال، ولتنزع منها كل مظاهر الجبن والخوف، ولتتحرر من العبودية للعباد(٢٩).
وطلابنا اليوم في حلقات تحفيظ القرآن بحاجة ماسة إلى تعميق تلك المعاني في نفوسهم، وصقل أرواحهم بهذه المفاهيم حتى يعيشوا في هذه الحياة، كما أراد الله لهم، سيراً على منهج الله، رضى بقدر الله.
والاستبانة السالفة الذكر تشير إلى أن نسبة ٢٠% لم تتعرف في الغالب على الإيمان بالقدر من خلال القرآن الكريم، أما ٢% فلم تزدهم قراءة القرآن أيَّ إيمان بالقدر.
فلماذا كان التقصير؟
وفي ختام هذا المبحث المهم أُحب أن أشير إلى عدة أمور:
-أن الدراسات والكتابات في استخراج الدلالات القرآنية على أركان الإيمان الستة ما زالت دون الطموح، ولذلك لابد للجهات العلمية والأكاديمية التربوية من رسم خطوات عملية لسد النقص الحاصل.


الصفحة التالية
Icon