إن الحديث عن الأثر الإيماني للقرآن الكريم له أسباب كثيرة.
فمن أهمها الضعف الإيماني الشديد الموجود اليوم في الأفراد والمجتمعات، وليس هذا من قبيل التشاؤم، وإنما هي الحقيقة المرة التي تؤلم كل من كان في قلبه شيء من حياة، خاصة وأن الفتن الكثيرة التي تعصف بالأمة بحاجة أن يقابلها رصيد وافر من الإيمان في أفئدة المسلمين؛ ليتمكنوا من الصمود في وجه تلك الفتن المتلاحقة.
وهذا الضعف له مظاهر وآثار أقتصر على أربعة منها:
التخلف أو التقصير في التكاليف:
والتكاليف والواجبات الشرعية التي أمرنا الله بالقيام بها معلومة واضحة ولكن فئاماً من الناس أصابهم ذات الداء الذي أصاب من قبلهم، فقصروا أو تخلفوا عن أداء ما كلفهم الله به.
والقرآن الكريم مليء بالنماذج التي قص الله علينا خبرها، وأنها قصرت في تنفيذ أوامر الله، وإتباع منهجه، وأثر ذلك عليها ومن أبرز ذلك: قوله تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الأعراف: ١٧٥، ١٧٦).
وسورة البقرة وبراءة مليئتان بنماذج من المنافقين تفلتوا من كثير من التكاليف التي أمرهم الله بها بحيل شتى؛ ظناً أنهم يخدعون الله عز وجل وما يخدعون إلا أنفسهم.
وهذا المظهر من الضعف الإيماني مشتهر في زماننا بذرائع شتى وحيل متعددة، الأمر الذي يقتضي التنبه لهذا الداء، والبحث له عن الدواء.
استمراء الباطل: