التربية العملية بالوقائع :
اتبع الرسول - ﷺ - أسلوب التربية العملية لتنمية الأخلاق ؛ تعليما وتدريبا، وربط التوجيه بالأحداث والوقائع الجارية في حياة الناس. وتظهر التربية الإسلامية - في هذا المجال - من خلال القرآن الكريم، وحديث رسول الله - ﷺ -. فقد كان الرسول - ﷺ - يوجه التصرفات العملية توجيها تربويا أو عمليا ؛ ليأخذ منه المسلمون درسا إيجابيا، فكان يدعو إلى قيمة، أو يصحح سلوكا ؛ وهي طريق فعالة ؛ لأنها ترتبط بالواقع والحياة والخبرة المعيشية.
القصة :
القصة القرآنية وسيلة من وسائل التربية وتنمية الأخلاق والقيم ؛ وذلك باستخراج العبر والمُثُل من التجارب السابقة، وشرح طرق الخير، والتحذير من الكفر والجحود، قال تعالى :﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾(١)، وقال تعالى :﴿... فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (٢)
وكان هذا القصص المحتوِي على الكثير من أخبار الماضي ؛ من أهم وسائل التربية وتنمية القيم ؛ حيث تمد القصة القرآنية الفرد والمجتمع بالقيم الأخلاقية الإسلامية الصادقة وتسهم بإيجابية في غرس هذه القيم في النفوس.
حثُّ القرآن الكريم الفرد والمجتمع على طاعة الرسول - ﷺ - :
قال تعالى :﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾(٣).

(١) سورة يوسف : ٣.
(٢) سورة الأعراف : ١٧٣.
(٣) سورة الأعراف : ١٥٨.


الصفحة التالية
Icon