وقال تعالى :﴿... وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً﴾(١)، وقال تعالى :﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾(٢)، يبخَلُونَ بأموالهم، ويأمرون الناس، يَعْنِي، إِخوانَهُمْ ومَنْ هو مَظِنَّة طاعتهم؛ بالبُخْل بالأموال أَنْ تُنْفَقَ في شَيْءٍ من وُجُوه الإِحسان ( (٣) ).
والبخل المذموم في الشرع هو : الامتناع عن أداء ما أوجب الله. وهؤلاء المذكورون في هذه الآية ضموا إلى ما وقعوا فيه من البخل الذي هو أشرّ خصال الشرّ ما هو أقبح منه، وأدل على سقوط نفس فاعله، وبلوغه في الرذالة إلى غايتها ؛ وهو أنهم مع بخلهم بأموالهم، وكتمهم لما أنعم الله به عليهم من فضله ﴿ يَأْمُرُونَ الناس بالبخل ﴾ كأنهم يجدون في صدورهم من جود غيرهم بماله حرجاً وغضاضة( (٤) ).
إخلاص العمل لله وذم الرياء والنفاق :
(٢) سورة النساء : ٣٧.
(٣) الجواهر الحسان في تفسير القرآن – الثعالبي وهو : أبو زيد عبدالرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي
(٤) تفسير فتح القدير - الشوكاني