وقد جعل الإسلام التآخي في الله مسؤلية يتقلدها كل مسلم ويحافظ عليها بأمر الله تبارك وتعالى. وبقَدْر محافظته على هذه الاخوة تكون قوة إيمانه. قال تعالى :﴿... وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ...﴾(١). يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل. والتعاون على المآثم والمحارم. والإثم: ترك ما أمر الله بفعله. والعدوان: مجاوزة ما حدّ الله في دينكم، ومجاوزة ما فرض عليكم في أنفسكم وفي غيركم( (٢) ).
ومن ثمرات التعاوبين بين المسلمين : إمكان إنجاز الأعمال الكبيرة التي لايقدر عليها الأفراد، والشعور بالقوة والمنعة، ومواجهة الاخطار المحدقة بالإنسان، والشعور بالمساواة الإنسانية، ونزع الحقد والحسد والضغائن، وبثّ التأليف بين القلوب.
إفشاء السلام :
إفشاء السلام : نشر السلام سرا أو جهرا ( (٣) ). أو هو : نشر السلام بين الناس ليُحيوا سنته - ﷺ - ؛ بالقول : السلام عليكم، قال تعالى :﴿... فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ...﴾(٤)، فأكرمهم برد السلام عليهم، وبَشَّرهم برحمة الله الواسعة الشاملة لهم( (٥) ). قال تعالى :﴿... وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾(٦)، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - :" لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "( (٧) ).

(١) سورة المائدة : ٢.
(٢) تفسير ابن كثير
(٣) فتح الباري – ابن حجر (١/١٠٣)
(٤) سورة الأنعام : ٥٤.
(٥) تفسير ابن كثير
(٦) سورة يونس : ١٠.
(٧) صحيح مسلم عن أبي هريرة – حديث ٨١


الصفحة التالية
Icon