والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمّام أمن الحياة، وضمان سعادة الفرد والمجتمع، ويثبت معاني الخير والصلاح في المجتمع، ويزيل عوامل الشر والفساد من حياة المجتمعات ؛ حتى تسعد الأمة، وهو يهيئ الجو الصالح الذي تنمو فيه الآداب والفضائل، وتختفي المنكرات والرذائل، ويحفظ الفضائل والأخلاق، ويبعث الاحساس بالأخوة والتكافل والتناصح والتعاون على البر والتقوى ( (١) ).
الإيثار والسخاء والكرم :
قال تعالى :: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(٢) يقدمون المحاويج – أصحاب الحاجات - على حاجة أنفسهم، ويبدءون بالناس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك.( (٣) ). ويقال : الإيثارُ : أنْ تَرَى أنَّ ما بأيدي الناسِ لهم، وأن ما يحصل في يدك ليس إلا كالوديعة والأمانة عندك تنتظر الإذنَ فيها.
والإيثار دليل كمال الايمان وحسن الإسلام، وهو طريق موصل الى محبة الله ورضوانه، ودليل حسن الظن بالله.
بر الوالدين وصلة الرحم :
قال تعالى :﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾(٤). أمَرَ الله تعالى بإفراده بالعبادة، وذلك بالإخلاص فيما يستعمله العبدُ منها، وأن يكون مغلوباً باستيلاء سلطانِ الحقيقةِ عليه بما يَحْفَظُه عن شهودِ عبادته.

(١) موسوعة نضرة النعيم (٣/٥٣٩)
(٢) سورة الحشر : ٩.
(٣) تفسير ابن كثير
(٤) سورة الإسراء : ٢٣.


الصفحة التالية
Icon