والعدل ميزان الله الذي وضعه للخلق، ونصبه للحق. فلا تخالِفْه في ميزانه، ولاتعارضْه في سلطانه، واستعن على العدل بخلتين : قلة الطمع، وكثرة الورع( (١) ). قال تعالى :﴿... وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ...﴾(٢). أمر نبي الله - ﷺ - أن يَعْدلَ فعدل، حتى مات. والعدل ميزان الله في الأرض ؛ به يأخذ للمظلوم من الظالم، وللضعيف من الشديد. وبالعدل يصدّق الله الصادقَ، ويكذّّب الكاذبَ. وبالعدل، يرد المعتدي ويوبخه ( (٣) ). وقال تعالى :﴿... هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾(٤)، أي : ذو رأي ورشد يكفي الناس في مهماتهم، وينفعهم بحثهم على العدل الجامع لمجامع الفضائل( (٥) )

(١) ادب الدنيا والدين – الماوردي (١٤١) بتصرف
(٢) سورة الشورى : ١٥.
(٣) تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور - السيوطي
(٤) سورة النحل : ٧٦.
(٥) تفسير روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني – للألوسي وهو شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي


الصفحة التالية
Icon