يقصد بذلك اكتمال عناصرثلاثة هى: الإقليم، والشعب، والحكومة. ولذلك يجب أن توجد جماعة من الناس يعيشون على إقليم محدد، كما يجب أن ينتظم هؤلاء الناس تحت حكومة معينة ؛ يحدد الإقليم نطاق السلطة التى تمارسها هذه الحكومة على الشعب.
وقد كوَّن رسول الله - ﷺ - دولة المدينة، كان فيها مركزاً للسلطات المعروفة فى الدول الحديثة ؛ أى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وقد تم تحديد ذلك بوضوح في الصحيفة، أو الوثيقة الأولى لتأسيس دولة المدينة التى قرأها الرسول - ﷺ - على سكان المدينة وممثلى القبائل واليهود.
ولايمكن أن نقول إن الإسلام قد اشترط شكلا معينا للدولة، فيمكن أن تكون ملكية أوجمهورية بشرط أن يقيم الحاكم حدود الله وأن يحقق العدالة فى الناس، وبشرط أن يتخذ الشورى أساسا لحكمه إعمالا لقوله تعالى: ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾(١)، وأمره لنبيه بها ﴿فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم فى الأمر﴾(٢)، مع ملاحظه أنه فى حالة النظام الملكى يستوجب الإسلام مبايعة كل ملك ورث ملكه ورِضا الشعب عنه.( (٣) )
والأسرة هى الخلية الأولى فى المجتمع، وهى البناء الاجتماعى السائد على امتداد التاريخ.
وقد حدد الإسلام لكل فرد وظيفته فى الأسرة ؛ فالرجل - أساسا - يقوم بالإنفاق على الأسرة، وللمرأة ذلك إن دعت الضرورة، ولم ينتج عنه ضرر بحقوق بيتها وزوجها والأسرة التى تقوم على أسس إسلامية فى الاختيار، ورعاية كل فرد لحقوق الآخر، وتأدية كل فرد ما عليه من واجبات ؛ وهذه الأسس هي :
البيئة الصالحة لتربية الأطفال، وحمايتهم من الانحراف، ووقايتهم من كل ما يفسد أخلاقهم، وتعويدهم على السلوك الأمثل مما يرونه من تعاطف بين الأبويين ومحبة بينهما.
وسائل القرآن في مخاطبة وتقويم الفرد :
(٢) سورة آل عمران: ١٥٩.
(٣) الموسوعة الإسلامية العامة – المجلس الاعلى للشئون الإسلامية